قال أبو محمد الصلحي «1» :
قال لنا أبو علي بن مقلة «2» ، وقد جرى ذكر ابن الفرات «3» : يا قوم سمعتم بمن سرق في عشر خطوات سبعمائة ألف دينار؟
قلنا: كيف ذلك؟
قال: كنت بين يدي ابن الفرات في وزارته الأولى «4» ، ونحن في دار الخلافة، نقرّر أرزاق الجيش، ونقيم وجوه مال البيعة «5» ، ونرتّب إطلاقه، وذلك عقيب فتنة ابن المعتز «6» .
فلما فرغ ممّا أراده، وخرج، فركب طيّاره، وبلغ نهر المعلّى، قال: إنّا لله، إنّا لله، قفوا.
فوقف الملّاحون.
فقال لي: وقّع إلى أبي خراسان، صاحب بيت المال، بحمل سبعمائة ألف دينار، تضاف إلى مال البيعة وتفرّق على الرجال.
فقلت في نفسي: أليس قد وجّهنا وجوه المال كلّه؟ ما هذه الزيادة؟