فلما أحرقت، أقبل على من كان حاضرا، وقال: والله لو فتحتها، وقرأت ما فيها، لفسدت نيات الناس كلّهم علينا، واستشعروا الخوف منا، ومع فعلنا ما فعلناه، طوينا الأمور بهذا، فهدأت القلوب، واطمأنت النفوس «1» .
ثم قال لي: قد آمن الله، والخليفة- أعزّه الله- كلّ من بايع ابن المعتز، فاكتب الأمانات للناس جميعا، وجئني بها لأوقّع فيها، ولا تردّ أحدا عن أمان يطلبه، فقد أفردتك لذلك، لأنّه باب مكسب كبير.
وقال لمن حضر: أشيعوا قولي، وتحدّثوا به بين الخاص والعام، ليأنس المستوحش، ويأمن المستتر.
قال أبو علي: فحصل لي من كتب الأمانات، مائة ألف دينار، أو نحوها.
الوزراء للصابي 135