ابن عمر والخليل " وغيرهما، ولما أعجب بالخليل قال له: من أين أخذت علمك هذا؟ قال: من بوادي الحجاز ونجد وتهامة، فجاب هذه البوادي وقضى وطره، ثم انحدر إلى البصرة فألفى الخليل قضى نحبه، وخلفه يونس، فجلس في حلقته ومرت بينهما مسائل اعترف له يونس بها، من ذلك ما قال المبرد "ويروى أن يونس بن حبيب قال لأبي الحسن الكسائي: كيف تنشد بيت الفرزدق فأنشده:
غداة أحلت لابن أصرم طعنة ... حصين عبيطات السدائف والخمر
فقال الكسائي: لما قال: "غداة أحلت لابن أصرم طعنة حصين عبيطات السدائف" تم الكلام، فحنل الخمر على المعنى، أراد: وحلت له الخمر، فقال له: ما أحسن ما قلت"1.
ثم عاد إلى الكوفة ينشر علمه، والكوفة متعطشة إلى نحو مضارع نحو البصرة وفي الكسائي نشاط في الدراسة والتصنيف فتقوى المذهب الكوفي، وبدأ يناهض البصري على يد الكسائي الذي دوى ذكره حتى وصل مسمع أمير المؤمنين المهدي في بغداد فاستقدمه لحادثة خاصة، ورأى فيه عالما خريتا لقنا2 فاستبقاه في بغداد وضمه إلى حاشية ابنه الرشيد، فاحتضنه الرشيد بعد الخلافة ليؤدب ولديه الأمين والمأمون، ثم صعد به جده وصار من الجلساء المؤانسين، ومن هنا ساد المذهب الكوفي وتكاثرت أتباعه وعز علماؤه، فعز على علماء البصرة شأنهم وجاءوا بغداد يناهضونهم فكانت