ولرب ساق محسن في كفه ... كأس برؤيتها نفى عنا العنا
وعلى ذراها ليس يبرح ناصباً ... شبك اللآلي كي يصيد لنا الهنا
وينطوي على قيان، ينشدن البديع من سحر البيان. لهن أصوات، توقظ أعين اللذات. يشنفن الأسماع، ويتقن أجناس الإيقاع:
قيان حكين البدر حسناً وبهجة ... زمان الذي يحظى بهن وسيم
إذا هن ألقين الغناء بمجلس ... فمعبد والغريض هشيم
وبه شمع يدهش الأبصار، ويحيى ما مات من ضوء النهار. دبيقي الملابس، عقيقي القلانس. وافر الأدب والهمة، لا يبرح واقفاً في الخدمة:
من كل هيفاء تهوى الشمس رؤيتها ... بكت وأنت فلاح الماء واللهب
تجلى على السراب في ثوب لها يقق ... كحية من لجين رأسها ذهب
وفيه أنواع من الشراب، تلمع في أوانيها كلمع السراب. فمن خرطوم، تخفي بدر حبابها النجوم، وشمول تشمل القوم بالقبول. ومشعشة منازل كواكبها مرتفعة، وعاتق تقدم عصرها، وخف على النديم أمرها. وخابية حانية، قطوف كرومها دانية: