نسيم الصبا (صفحة 71)

أيديهم أقداح، تفتح أبواب الأفراح، وملاكها ملوك أكاسرة على الأسرة. النور ضمن إزارها، ومعدن الذهب في قرارها. تعدل وهي جائرة، وتنشد وهي دائرة:

صل الراح بالراحات واقدح مسرة ... بأقداحها واعكف على لذة الشرب

ولا تخش من ذنب فأوراق كرمها ... أكف غدت تستغفر الله للذنب

وأباريق تسجد لربها، وتقبل الأرض لدى صبها. كم أصلحت فساد مزاج، وأوضحت منهاج ابتهاج. تحكي إوزاً معوجة الرقاب، أو ظباءً أشرفن من ذرى الهضاب:

وكأنما الإبريق عند ركوعه ... والإثم يلثم ثغره المنعوتا

طير بمنقار له من لؤلؤ ... لما أسف تناول الياقوتا

وأكواب مصفرة الأثواب، تغني عن المصباح، وتهدي ريح التفاح. تبعث على الحماسة والسماحة، وتتعب سوق ساقيها القلب وهي في راحة:

لله أكواب همومي حرمت ... لما أباحت خمرها المسكوبا

نار ولم تحرق، وإن أنكرت ما ... أوردته يا صاح فالمس كوبا

وكؤوس تسر بحسنها النفوس. ثغورها باسمة، ومناهلها لمادة الأسى حاسمة. تحمد عند الصبوح والغبوق، وتشرح الصدور في حالتي الغروب والشروق.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015