نسيم الصبا (صفحة 54)

كحقين من لبّ كافورة ... برأسيهما نقطتا عنبر

وبنان رطيب، على مثله يدور الخطيب، مقبل بالأفواه، مصافح بالجباه، فضّيّ الإهاب، مرقوم بالخضاب:

فما أعذب السكب من أدمعي ... وأحلى المشبك من نقشها

وقوام يقيم الحروب، ويثير كرّ الكروب. كامل الحسن مهفهف، وافر الدالّ مثقف. الرماح تخضع لديه، والأغصان تسجد بين يديه:

وقد روت عن لينه واعتداله ... صحاح العوالي مسنداً بعد مسند

وخصر نحيل، يشكو من ردفها الثقيل. ليس فيه حظ للمجتني لو سألتها عنه لقالت فني:

عيون الناظرين به أحاطت ... فلم تحتج إلى عقد الوشاح

وأردافٍ كالأحقاف، وعدها موسوم بالإخلاف، خارجة عن العادة، لكن فيها للمحبين الحسنى وزيادة:

تمشي بأردافٍ أبين قعودها ... بين النساء كما أبين قيامها

وسوقٍ جمد ماؤها، وبهر الأعين ضياؤها. مشرقة النور، قصبها من بلور:

لو لم يكن من برد ساقها ... لاحترقت من نار خلخالها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015