نسيم الصبا (صفحة 52)

فمن فرع نامي الأوراق،

مرسل لتعذيب العشاق، جثل أسحم يتلوى كالأرقم، غدائره مجمدة كالغدير، وضفائره مظفرة بقتل الأسير:

كأنها فيه نهار ساطع ... وكأنه ليل عليها مظلم

ووجه مشرق الأنوار، تحج إلى كعبته الأبصار. يزين اللآلئ والدرر، ويستمد من ضوئه الشمس والقمر، مرآته صقيلة، ومعاني حسنه جميلة. يترقرق فيه ماء الصبا، ويخفي من لمعه بروق الظبا:

عوذت بالسور المنيرة وجهها ... وهو الجدير بأن يكون معوذا

وجبين واضح، تحن إليه الجوارح، يتلألأ مصباحه، ويتبلج في ليل الطرة صباحه:

فتاة يسر القلب والطرف حسنها ... كأن الثريا علقت في جبينها

وحواجب تذيب المهج، وتجذب الأرواح من قسيها بقبضة البلج كأنها هلال محني القوام، أو فخ نصب لصيد أهل الغرام:

إذا شمت تحت الحاجبين جفونها ... ترى السحر منها قاب قوسين أو أدنى

وعيون بابلية، كم أوقعت لمن إليها صبا بلية، تسل السيوف، وترسل الحتوف، صحاح مراض، ليس لسهامها سوى القلوب أغراض:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015