نسيم الصبا (صفحة 103)

الرفاق، ويعرضون عن أهل العرض لعلمهم أن ما عندهم ينفد وما عند الله باق.

أهل الصبابة إن قالوا وإن سمعوا ... وللسماع - كما للقول - إعراب

كل يحاول ما يبغي الفلاح به ... فالمبتغى واحد، والناس أضراب

فلو رأيتهم وقد أتوا إلى الخطة والتفوا، وحملوا غير متحاملين واصطفوا، وخطروا في تلك المطارف، يؤمهم القديم إلى جهة المواقف، مسرعين إلى الأخذ بالثارات، متدرعين الغبار لشن الغارات:

لعاينت قوماً في مقامات عزهم ... وقوفاً، وكلاً منهم قد ترسما

جفوا في الظلام النوم كي يتقدموا ... ومن سهر الليل الطويل تقدما

جماعة طريق حرمهم للنزيل قبلة، وحسن شيمهم للعقول عقلة. كم فيهم نقي خد أخجل الدمى ورشيق قد جبل طرفه على سفك الدما:

شغل الطيور بحسن منظر وجهه ... فتوقفت فأصابها بالبندق

وكم لهم من دعرة وشطارة، يقولون ما أهون الحرب على النظارة، ونكتة غريبة يأتي بحرها بالعجب، ومصطحب شريف وما أدراك ما المصطحب؟ ما ألطف سجاياهم الطاهرة، وأطيب أوقات وجوههم الناضرة:

في غدوة ومصبح ورواجع ... ومصوغ وخوارج وعشاء

طور بواسطة نورين ميديا © 2015