كذلك فإن زينب لم تكن تمتنع عن الزواج من ابن خالها لو طلب منها ذلك بادي الرأي قبل عرض زيد عليها، إذ إنها لم تكن لتتأبى على ذلك ...

وليس معقولا ولا مقبولا ولا سائغا بحال أن يظهر جمال زينب بغتة وفجأة بما لم يكن فيها قبل ذلك، أو أن جمالها لم يكن قبل ذا تأثير ومراس وأصبح في طرفة عين له سحر هاروت وماروت، وكسحر الجان فيفعل الأفاعيل من خوارق المعجزات ... !!

إن محصول القول، وصفوة ولباب القضية أن كل ما ورد من مرويات وأقاويل جديرة بالترك والإهمال ما خلا ما ذكرناه من أن الذي كان يخفيه رسول الله صلى الله عليه وسلم هو إخبار الله إياه بأن زينب ستصير زوجته، وما حمله على ذلك الإخفاء لهذا الأمر إلى خوف مقالة الناس إن محمدا تزوج امرأة ابنه ...

ولما انقضت عدة زينب قال رسول الله صلى الله عليه لزيد: «فاذكرها عليّ» فانطلق زيد حتى أتاها وهي تخمر عجينها، قال: فلما رأيتها عظمت في صدري حتى ما أستطيع أن أنظر إليها، أن رسول الله ذكرها، فوليتها ظهري، ونكصت على عقبي، فقلت: يا زينب، أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرك. قالت: ما أنا بصانعة شيئا حتى أوامر ربي. فقامت إلى مسجدها ونزل القرآن.

وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدخل عليها بغير إذن.

قال أنس- وهو راوي هذا الحديث الصحيح-:

ولقد رأتينا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أطعمنا الخبز واللحم حين امتد النهار، فخرج الناس، وبقي رجال يتحدثون في البيت بعد الطعام، فخرج

طور بواسطة نورين ميديا © 2015