طول الغياب ... إذ دهمتهم فجأة، وأحصرتهم بغتة خيل من بني القين بن جسر ... وكسر في ذرع سعدى بنت ثعلبة ورأت الموت رأي العين، بلغت بها المأساة ذروتها عندما انتزعوا منها فلذة كبدها، وتركوها تسير مجروحة كليمة الفؤاد كليلة العزيمة خائرة القوى، تهيم على وجهها هيمانا من الوجد والأسى ولوعة الفراق لابنها الصبي الصغير ...

وانطلق القوم مسرعين بالصبي الأخيذ المخطوف، ثم بيع إلى تاجر اسمه حكيم بن خزام بن خويلد الأسدي القرشي (?) ... وما أن عاد حكيم إلى بلده وعاد أدراجه من رحلته التجاريه، وبعد ان ألقى عصاه، وضرب بجرانه، حتى جاءته عمته خديجة بنت خويلد الأسدي زوج محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، لتزوره، فعرض عليها غلمانا عنده تختار منهم واحدا هدية لها، فنظرت إليهم وتفرست وجوههم، ثم اختارت زيدا بن حارثة.

وما أن عادت به خديجة إلى بيتها حتى رآه زوجها صلى الله عليه وسلم، فسألها أن تهبه إياه ففعلت.

لما عرف حارثة بن شراحيل بأمر اختطاف ابنه جزع جزعا شديدا، واهتم هما لا مزيد عليه ... ثم خرج هو وأخوه كعب يذرعان البطون والشعاب، ويجدون في البحث والتنقيب عن مفقودهم المخطوف ... حتى سمعوا أنه في مكة عند محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، فهرولا إليه ملهوفين

طور بواسطة نورين ميديا © 2015