رضي الله عنه، فلم تتزوجه، ولما خطبها النبي صلى الله عليه وسلم قالت له ما مؤداه: مثلي لا تصلح للزواج، فإني تجاوزت السن، فلا يولد لي وأنا امرأة غيور، وعندي أطفال.

فأرسل إليها النبي صلى الله عليه وسلم قائلا:

أما السن، فأنا أكبر منك، وأما الغيرة فيذهبها الله، وأما العيال فإلى الله ورسوله، ثم تزوجها وبنى عليها، وحازت شرف خدمة بيت النبوة حيث صارت أما للمؤمنين.

وكان من موفور عقلها ما تضرب به الأمثال من الحصافة والحكمة والتدبير والاستبصار في الأمور وتقدير عواقبها.

واختلف المؤرخون في سنة وفاتها، وقد روت ثمانية وسبعين وثلاثمائة حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت وفاتها بالمدينة رضي الله عنها وأرضاها.

لقد كانت أم سلمة بدخولها البيت النبوي أثارت زوبعة وعاصفة عاتية من حيث إنها كانت من أشراف قريش، وكان أبوها معروفا بزاد الركب؛ لأنه كان إذا سافر يحمل زادا لكل من يرافقه ...

أما من جهة أمها فكانت حسيبة نسيبة، فأمها هند بنت أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشية المخزومية ...

ونظرا لتفرد أم سلمة بأشياء مخصوصة مقصورة عليها تميزت بها كان هذا التفرد والتميز جالبا لكثير من الاضطرابات النفسية والبدهية عند الضرائر.

لقد اجتمع في تكوينها الجمال الساحر الخلوب، والعقل الراجح الرزين، والحلم والوقار، والسكينة ... وفوق هذا كله فقد كانت من السابقين إلى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015