الثلمة، وضمد الجراح الغائرة، ويا بني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفصة بنت عمر (?) ، ويا بني عثمان رضي الله عنه بأم كلثوم (?) بنت محمد صلى الله عليه وسلم بعد ابنته الفقيدة رقية رضي الله عنها.

ذكر ابن سعد في طبقاته: «فخار الله لهم جميعا: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لحفصة خيرا من عثمان، وكانت بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم لعثمان خيرا من حفصة» .

دخلت حفصة بنت عمر إلى بيت النبوة لتمارس مهامها المنوطة بها، لكن سرعان ما انخرطت في طابور الضرائر، لكن عمر رضي الله عنه كان دائما يحذر ابنته ويتعهدها بالنصح والإرشاد، حتى لا تغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم عليها فيكون غضبه سببا لغضب الله تعالى عليها وإنه لشفيق على ابنته من خطورة مسؤوليتها في بيت رسول الله عليه الصلاة والسلام.

ومن أجمل ما قاله فاروق الإسلام لابنته:

«تعلمين أني أحذرك عقوبة الله، وغضب رسوله، يا بنية، لا يغرنّك هذه التي أعجبها حسنها، وحب رسول الله إياها- يقصد عائشة- ولقد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحبك، ولولا أنا لطلقك!!! وكان هذا الأمر يؤلم حفصة غاية الألم، ويجرح كبرياءها ويشعرها بالمرارة التي لا تستطيع لها ردا ولا دفعا.

هذا الشعور الجارح كان يدمي قلبها، ويقطع أحشاءها وهو يساورها ويراوحها بين فينة وفينة، وبين عشية أو ضحاها، هذا الهاجس الذي يجرح

طور بواسطة نورين ميديا © 2015