يوم القيامة» ويقول: «وما نفعني مال مثل مال أبي بكر» فرضي الله عنه وأرضاه. وفي مرض موته يقول صلى الله عليه وسلم:
«سدّوا هذه الشوارع ... في المسجد، ما خلا خوخة أبي بكر، فإني لا أعلم أحدا أحسن يدا عندي في الصحبة منه» كان توأم روحه، ونهمة نفسه، ومنتهى سعادته.
لم يمض على عائشة أكثر من ثلاثة أسابيع تقريبا كانت مريضة ملازمة للفراش، وما إن أفرقت وتماثلت للشفاء حتى دهمتها الفاجعة المؤلمة ... وكان لا بد أن تعلم، لكن المؤلم أنها كانت آخر من يعلم، ولم يكن جوابها عن ذلك إلا العبرات السخينة، والاهات المكتومة، ولم يرقأ لها دمع، ولم تكف لها محاجر، ولم تغمض لها عين، فلم يعد يزورها النوم طرفة عين، وكيف تنام أو تقر عيونها، وحديثها في كل بيت وعلى كل لسان، حيث صارت عائشة وقضيتها حديثا.
تبودلت الاتهامات بين قبيلتي الأوس والخزرج؛ فكل فريق ينحي باللائمة على الاخر، ويرميه بالمسؤولية أنه كان مصدرا للقيل والقال ... وكان التقاء كلا الفريقين وشيكا، وكادت الحرب تستعر، وتلتهب جمرتها بينهم ...
لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرتابا ولا شاكا في أهله، ولكن فداحة الخبر، وسهولة انطلاقه على الألسنة، وتورط كثير من المقربين والعقلاء فيه مع سلامة صدورهم، ونقاء طوياتهم، وطهارة إيمانهم، كان مهيجا لكثير من الهواجس والخواطر التي تأتي وتذهب فتظاهرت كلها في صورة تداعيات متلاحقة تستوجب وتقتضي إعادة التقويم، وإجالة الفكر، ومعاودة النظر ... هذه التداعيات وما يعتورها ويكانفها ويلازمها من هموم وأشجان ظلت تراوح رسول