رسول الله صلى الله عليه وسلم بالرحيل، فارتحلوا ثم أغذوا السير في طريقهم، وقد اقتيد وسيق بعير عائشة رضي الله عنها إلى بيتها، وكانت المفاجأة الكبرى التي أذهلت الجميع أن تبين أن الهودج كان خاليا، ولم تكن عائشة فيه.
واستطار الخبر وفشا وذاع الى كل حدب وصوب في مختلف أرجاء المدينة، وكسر في ذرع كثير من الناس من هول المفاجأة التي نزلت، والنائبة التي نابت.
بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم من يلتمس طريقها بحثا عنها وبغتة ظهرت على مدى الأفق البعيد تركب بعيرا يقوده صفوان بن المعطل السلمي (?) .
لقد انطلقت- من جراء هذا المشهد- ألسنة الخراصين وأطلقت الشائعات يدها الأثيمة في عرض أم المؤمنين الصديقة بنت الصديق، وانسابت الأفاعي الحاقدة بفحيح الغيظ لتنهش لحم البريئة المغبونة المظلومة المهضومة الصديقة بنت الصديق، طعنا وثلبا وتجريحا وزراية على بيت النبوة الطاهر المصون العفيف الزكي.
أما عن سبب تأخر عائشة عن الركب فهو أنها كانت خرجت لبعض حاجتها قبل أن يؤذن في الناس بالرحيل، وفي عنقها عقد لها فيه جزع ظفار، فلما فرغت انسل من عنقها وهي لا تدري، أي انفرط العقد ولم تشعر به، فلما رجعت الى الرحل ذهبت تلتمسه في عنقها فلم تجده، وكان الناس أخذوا في الرحيل، فرجعت إلى مكانها الذي ذهبت إليه فالتمسته حتى وجدته، وجاء