يديه لتسأل عن كتابتها على ثابت بن قيس الأنصاري (?) الذي كانت وقعت في سهمه، فكاتبها على نفسه، ولما أذن لها بالمثول بين يديه صلى الله عليه وسلم وحكت له هذا الأمر رقّ قلبه من هلع وذعر الشابة العربية المليحة الغانية الحسناء الهلوع عندما قالت وهي مكروبة ملهوفة ضارعة:

«يا رسول الله، أنا بنت الحارث بن أبي ضرار سيد قومه، وقد أصابني من البلاء ما لم يخف عليك، فوقعت في سهم ثابت بن قيس ... فكاتبته على نفسي ... ثم جئتك أستعينك على أمري» .

أخذته صلى الله عليه وسلم الشفقة والحدب والرقة عليها، وقال لها:

«فهل لك في خير من ذلك؟» .

سألت في حيرة وقلق ولهفة: «وما هو يا رسول الله؟» .

قال: أقضي عنك كتابتك وأتزوجك» .

فتألق وجهها الجميل بفرحة الغبطة، وقالت وهي لا تكاد تصدق أنها قد نجت من الضياع والهوان: «نعم، يا رسول الله!» قال عليه الصلاة والسلام: «قد فعلت» .

ودخلت (برّة) التي سماها رسول الله صلى الله عليه وسلم (جويرية) بيت النبوة لتصبح أما للمؤمنين، بعد أن كانت أخيذا سبية تجرعت الذل والهوان وهي العربية المضرية الخزاعية ابنة سيد قومها.

وفي رواية أخرى ذكرها صاحب الاستيعاب أن أباها هو الذي ذهب وأعد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015