[المُخَضْرَمون]

وبَقِيَ بين الصحابةِ والتابعين طبقةٌ أُخرى، اخْتُلِفَ في إِلحاقِهِم بأيِّ القِسمين،

وهُم: المُخَضْرَمون الذين أدركوا الجَاهِليَّةَ والإِسلامَ، ولم يَرَوا النبيَّ صلى الله عليه وسلم.

فعدَّهم ابنُ عبدِ البرِّ في الصَّحابةِ، وادَّعى عياضٌ، وغيرُهُ، أنَّ ابنَ عبدِ البرِّ يقولُ: إِنَّهُم صحابةٌ، وفيهِ نَظَرٌ؛ لأنَّهُ أَفصح في خطبةِ كتابِهِ بأَنَّهُ إِنَّما أَورَدَهُم لِيَكونَ كتابُه جامِعاً مستوعِباً لأهل القَرْن الأول.

والصحيح أنهم معدودون في كبار التابعين، سواءٌ عُرِف أَنَّ الواحِدَ منهُم كانَ مُسلماً في زمن النبي صلى الله عليه وسلم كالنجاشي أم لا، لكنْ، إنْ ثبتَ أَنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم ليلةَ الإِسْراءِ كُشِفَ لهُ عن جَميعِ مَنْ في الأرْضِ فرَآهُمْ؛ فيَنْبَغِي أنْ يُعَدَّ مَنْ كانَ مُؤمِناً بهِ في حياتِه إِذْ ذاكَ، وإنْ لمْ يُلاقِهِ، في الصَّحابةِ، لحُصولِ الرؤية في حياته صلى الله عليه وسلم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015