النبيّ (صلى الله عليه وسلم) (?) لجهم (?) بن قيس العذريّ (?)، فهي أمّ زكريّا أمّ ابن جهم (?).

ويقال: بل وهبها لحسّان بن ثابت (?).

ويقال: بل وهبها لدحية (?) الكلبيّ (?).

وقال آخرون، عن أبي حبيب: إنّ المقوقس لما أتاه كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ضمّه إلى صدره وقال: هذا زمان يخرج فيه النبيّ الذي نجد نعته وصفته في كتاب الله عزّ وجلّ. وإنّا نجد صفته أنه لا يجمع بين أختين في ملك عين ولا نكاح، وإنه يقبل الهدية ولا يقبل الصدقة، وإنّ جلساؤه (?) المساكين، وإنّ بين كتفيه خاتم النّبوّة.

ثم دعا رجلا يحسن [الكتابة] (?) بالعربية، فكتب له الجواب، ثم لم يدع بمصر أحسن، ولا أجمل من مارية وأختها، وهما من أهل حفن من كورة أنصنا، فبعث بهما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأهدى له بغلة شهباء، وحمارا أشهبا (?)، وثيابا من قباطيّ مصر، وعسلا من عسل نحل بنها، وبعث إليه بمال صدقة، وأمر رسوله أن ينظر من جلساؤه (?)، وينظر إلى ظهره هل يرى فيه شامة كبيرة ذات شعرات.

ففعل ذلك الرسول.

فلما قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم قدّم إليه الأختين والدّابّتين والعسل والثياب، وأعلمهم أنّ ذلك كلّه هديّة.

فقبلها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان لا يردّ الهدية على أحد من الناس، فلما نظر إلى مارية وأختها أعجبتاه، فكره أن يجمع بينهما، وكانت إحداهما تشبه الأخرى، فقال:

«اللهم اختر لنبيّك»، فاختار الله تعالى له مارية، وذلك أنه قال لهما: «قولا أشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له وأنّ محمدا عبده ورسوله». فبدرت مارية

طور بواسطة نورين ميديا © 2015