الخمس. وصارت سنّة من ذلك الوقت وصاروا عبيدا ليوسف (?).

قال هشام بن إسحاق: فلما عظمت منزلة يوسف عليه السلام عند الريّان بن الوليد وجاوز عمره ماية سنة حسدوه (?)، وزراء الملك الريّان، فقالوا للريّان: أيّها الملك إنّ يوسف قد ذهب علمه وتغيّر عقله ونفدت حكمته، فنهرهم الريّان وردعهم وردّ عليهم القول بإساءة (?) لفظ. - وكان يطلق عليه اسم فرعون، واسم العزيز ليوسف عليه السلام، فكلّ من ملك مصر من الكفرة والظلمة كان فرعون (?). ومن ملكها من المؤمنين كان العزيز. - فأعادوا القول لفرعون ثانيا بعد سنين، فقال: هلمّوا ما شئتم من أيّ شيء اخترتوه (?) حتى نختبره به.

وكانت الفيّوم يومئذ تدعى الجوبة (?)، فكانت لمصالة (?) فضالة ماء الصعيد (?)، فاجتمع رأيهم على أن تكون هي المحنة التي يمتحنون بها يوسف عليه السلام، فقالوا لفرعون: اسأل يوسف أن يصرف ماء الجوبة عنها فتزداد بلدا إلى بلادك وخراجا إلى خراجك. فدعا فرعون ليوسف عليه السلام وقال له: قد تعلم مكان ابنتي فلانة منّي، وقد رأيت إذا بلغت أن أطلب لها بلدا، وإنّي أصب لها إلاّ الجوبة، وذلك أنه بلد بعيد قريب لا يؤتى إليه إلاّ من غابة أو صحراة (?) ومفازة، وهي كذلك لا يؤتى إليها من ناحية من النواحي من مصر وغيرها إلاّ من مفازة أو صحراة (?).

وقال آخرون: الفيّوم وسط مصر. كما إنّ مصر وسط البلاد.

وقال الرّيان: وقد أقطعتها إيّاها فلا تتركنّ وجها من الوجوه ولا نظرا إلاّ أبلغته.

فقال يوسف عليه السلام: نعم متى أردت ذلك فابعث إليّ فإنّي فاعله إن شاء الله تعالى.

قال: فأعجله الملك على ذلك. فأوحى الله عزّ وجلّ إلى يوسف عليه السلام أن تحفر ثلاث خلج، خليجا من أعلى الصعيد من موضع كذا إلى موضع كذا، وخليجا من موضع كذا إلى موضع كذا، وخليجا غربيا من موضع كذا إلى موضع كذا. وأرسل الله تعالى إليه جبريل عليه السلام فخطّ له بجناحه مكان الحفر، فرتّب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015