فأرسل إليه الريّان وأخرجه من السجن وقيّده بقيد من ذهب وطوّقه بطوق من ذهب، وألبسه ثيابا جددا، وأعطاه دابّة مسرجة ملجمة مزيّنة من دوابّ الملك، وقلّده خلافة الملك، وركب، وضرب له بالطبل وبوقين بمصر، ونودي له أنّ يوسف خليفة الملك (?)، وجعله متسلّما خزائن الأرض، كما أخبر الله تعالى في الكتاب العزيز (?).
ثم أشرط الريّان على يوسف عليه السلام أن يكون كرسيّه أعلا (?) من كرسيّ يوسف عليه السلام بأربع (?) أصابع. فقال له يوسف: نعم (?).
وقلّده ملك مصر.
وكان عمر يوسف عليه السلام ثلاثين سنة. وملك مصر ماية سنة، فكان عمره ماية وثلاثين سنة (?).
جرى منه اثنتين (?): إحداهما أنه قال له أبوه يعقوب عليه السلام: {لا تَقْصُصْ رُؤْياكَ عَلى إِخْوَتِكَ} (?) الآية. فخالفه وقصّها، فكانت جناية ذلك (رميه) (?) في الجبّ وبيعه ورقّه وفراق أبيه. فهذه ثمرة مخالفة الوالد وإفشاء السرّ.
والثانية: قوله وهو في السجن لرسول الملك: {اُذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ} (?) فكان جناية ذلك مكثه في السجن بعد ذلك سبع سنين. فهذه ثمرة من يسأل المخلوق ويرجوه (?).
وممّا رواه الليث بن سعد (?) عن مشايخه أنه قال: اشتدّ الجوع على أهل مصر فاشتروا الطعام من يوسف عليه السلام بالذهب حتى لم يجدوا ذهبا، فاشتروا بالفضّة حتى لم يجدوا فضّة، فلم يزل يبيعهم يوسف عليه السلام الطعام حتى لم يبق لهم ذهب ولا فضّة ولا غنم ولا شاة ولا بقرة في تلك السنين، فأتوا إليه فقالوا له: لم يبق لنا شيء إلاّ أنفسنا وأهلونا وأرضنا، فاشترى يوسف عليه السلام منهم أرضهم وأنفسهم بالطعام، ثم أعطاهم الطعام يزرعونه، على أن يكون للريّان