وأربعين ألف ومايتي واثنين وخمسين إنسانا، وقوله: أربع أيام، وخمس عشر ذراعا، وعشرة سنين. ومثل هذا كثير. ويقلب الألف المقصورة إلى ألف ممدودة في كثير من الكلمات، مثل: تسرّا - تسرّى، وقرا - قرى، وبنا - بنى، وأعلا - أعلى، وطغا - طغى، وأوفا - أوفى، ويجمع: جمال على: أجمال، ويحذف الهمزة من وسط الكلمة، مثل: نساها - نساؤها، وباساة - بإساءة، ويقلب الهمزة في آخر الكلمة إلى هاء، مثل: صحراه - صحراء، ويضيف ألف الجمع في آخر الكلمة للمفرد، مثل:
تشكوا - تشكو، ويضيف الألف على كلمة «بن» الواقعة بين اسمين «علمين، ويقلب أحيانا الظاء ضادا، مثل: أضرفهم - أظرفهم، وكتب: «الأغنام. . أغلاهم ثمنا»، و «نزلوا الغطّاسون»، و «الذي أنشئت»، و «ينزلوه في البير يجلسوه على الصخر» و «كان على رأس الهرم صنما عظيما كبيرا»، و «فوافقوه الباقين»، ومثل ذلك كثير.
وقد يقال: لعلّ الأغلاط والأخطاء من الناسخ؟
ولكن، هل يغلط الناسخ كلّ هذه الأغلاط وهو ينسخ عن أصل المؤلّف المتمكّن من اللغة؟
وبمقارنة مخطوطتي المؤلّف: «آثار الأول» و «نزهة المالك» نرى تشابههما في الخطّ بحيث لا يمكن التفريق بين خطّ هذه وتلك، ما يعني أنهما لكاتب واحد.
فكيف يكون أحد الكتابين جيّد اللغة، والآخر سيّئها؟
وهل اختلاف موضوع الكتاب ومادّته له تأثير على لغة الكتابة وأسلوبها؟ أسئلة محيّرة، لم نجد لها إجابة قاطعة.
1 - آثار الأول في ترتيب الدول: هكذا سمّاه المؤلّف في آخر مقدّمته (?)، ويسمّيه الدكتور شاكر مصطفى: «آثار الأول في تدبير الدول» (?). وقد نشره د. عبد الرحمن عميرة - طبعة دار الجيل، بيروت 1409 هـ. / 1989 م.
2 - التذكرة الكاملية في السياسة الملوكية: قال الدكتور شاكر مصطفى: لعلّه كتبه للملك العادل زين الدين كتبغا الذي ولي مصر ما بين 694 - 696 هـ. / 1295 - 1297 م. ولم يذكر أين يوجد هذا المخطوط.
3 - نزهة المالك والمملوك في مختصر سيرة من ولي مصر من الملوك: كتابنا هذا، منه نسخة في المكتبة الوطنية بباريس، برقم (1706) وتحمل العنوان المذكور.