وسرا (?) الملك الصالح إسماعيل من بعلبكّ أصبح يوم الجمعة بالقرب من دمشق في وادي بردا (?) كمن إلى أن قربت الصلاة، وهجم على قلعة دمشق وهم في الصلاة. وكانت أبواب القلاع والمدائن لا تغلق وقت صلاة الجمعة، والتفّ إليه الجبليّة الذين أرسلهم وواعدهم، فدخل قلعة دمشق، ومسك الملك المغيث، وقتل والي القلعة (?).
ومن حينئذ غلّقت أبواب القلاع والمدائن بسائر الشام وغيره.
فوصل الخبر إلى عسكر دمشق وقد وصلوا قصير معين الدين بالغور (?)، فركبوا جميعهم، وتركوا الملك الصالح نجم الدين أيوب، ورجعوا إلى دمشق، وحلفوا لإسماعيل.
وأمّا الملك الصالح فإنه رحل هو ومماليكه البحرية، فنزل إليه داود صاحب الكرك وأخذه حبسه في الكرك (?).
فلما بلغ المصريّين ذلك أرسلوا إلى الملك الناصر داود يستدعوه (?) إلى مصر ليملكها، فلما وصل إليه رسل المصريّين بادر ورسم بنزول بركه (?) وخزانته وسلاحه وبيوته وجنده، ولم يبق في الكرك غيره حتّى يصبح يركب ويتوجّه.
وكان مولعا بالشراب، فاستدعى بآلة الشرب، واستعمل، فلما سكر قام وأخذ سيفه وتمشّى إلى السجن للأمر المقدّر، فأمر بفتح السجن، وطلب الملك الصالح أيوب، فلما مثل بين يديه، وهو موثق بالحديد قال له أيوب: أتعرفني؟
قال: نعم.