ثم تولّى مصر شاور السّعديّ، وأصله من بني سعد من إثميدة (?) بالأعمال الشرقية، وكان غلاما للصالح بن رزّيك ونائبا له بمنية بني خصيب. فلما سمع بموت الصالح ركب على طريق العبد، وما زال إلى تروجة (?)، ثم شرّق إلى الشام، فوصل إلى دمشق، ودخل على نور الدين محمود بن زنكي، وعرّفه بقتلة الصالح، وطلب منه جيشا ليملك به مصر، فجهّز معه عشرة آلاف فارس، وجعل مقدّمهم أسد الدين شركوه، ويوسف (?)، وأبو (?) بكر، أولاد أيوب (?).
فلما وصلوا إلى مصر ترك العادل بن الصالح الملك ولم يضرب في وجوه المسلمين بسيف، وراح إلى العراق (?).
[سنة 562 هـ].
فتملّك مصر شاور السعديّ في آخر سنة اثنين (?) وستين وخمس ماية، وأعطا (?) عسكر نور الدين الشهيد دستورا، وتوجّهوا إلى الشام. فلما وصلوا إلى الجسورة بظاهر دمشق التقاهم نور الدين بن زنكي وسألهم عمّا فعلوه، فقالوا له: أخذنا مصر