وحفظ القرآن وقرأ العلم على والده ثم سافر إلى
حيدر آباد للاسترزاق وخدم الأمراء مدة من الزمان، مات في حياة والده لتسع بقين من ذي الحجة
سنة خمس وتسعين ومائتين وألف، كما في آثار الأول لابن أخيه عبد الباري.
مولانا عبد الباقي الديوي
الشيخ الفاضل عبد الباقي بن عبد الصمد الحسيني الديوي أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول
كان من ذرية المفتي عبد السلام الأعظمي الديوي، ولد ونشأ بديوه وقرأ العلم على والده ولازمه مدة
وجاء معه إلى فرخ آباد ولما توفي أبوه جعله نواب غالب جنك معلماً لولده مظفر جنك فأقام بفرخ
آباد مدة من الدهر ثم رجع إلى بلدته، وكانت له يد بيضاء في معرفة المثنوي المعنوي له شرح عليه،
وقال المفتي ولي الله الفرخ آبادي: إنه أجود الشروح.
مولانا عبد الجامع اللكهنوي
الشيخ الفاضل عبد الجامع بن عبد النافع بن عبد العلي بن نظام الدين الأنصاري اللكهنوي أحد
الفقهاء الحنفية، ولد ونشأ بمدينة لكهنؤ وقرأ العلم على عمه عبد الرب وعلى الشيخ نور الحق والشيخ
قدرة علي ولازمهم مدة حتى برز في كثير من العلوم والفنون ثم سافر للاسترزاق إلى حيدر آباد
ومات بها سنة اثنتين وسبعين ومائتين وألف.
مولانا عبد الجامع السيدنبوري
الشيخ الفاضل الكبير عبد الجامع بن أمين الدين بن بديع الدين بن عطاء الله الحسيني المداري
السيدنبوري أحد العلماء المشهورين، ولد ونشأ بسيدنبور بفتح السين المهملة وسكون الياء التحتية
قرية جامعة من أعمال ردولي وسافر للعلم فقرأ الكتب الدرسية على ملك العلماء عبد العلي بن نظام
الدين اللكهنوي وعلى غيره من العلماء ثم تصدر للتدريس، أخذ عنه مولانا محمد ظاهر بن غلام
جيلاني البريلوي وخلق كثير من العلماء، وله رسائل عديدة منها: رسالة في بيان كلمة التوحيد
ورسالة في تحقيق صفة الكلام وله تبييض شرح عطاء الإيمان لوالده في استخراج الفرقة الناجية من
اثنتين وسبعين فرقة من قوله: لا إله إلا الله.
مولانا عبد الجبار الكماسوي
الشيخ الفاضل عبد الجبار بن جمال الله بن محمد أشرف الكماسوي ثم الكلكتوي أحد العلماء العاملين
بالنصوص الظاهرة من الكتاب والسنة، ذكره كرامة علي الحنفي الجونبوري في نسيم الحرمين قال:
له رسالة في إبطال حجية الإجماع وذم التقليد ثم شنع عليه وعلى أصحابه، قال: إنهم يحللون شرب
لبن أزواجهم ويحللون بنات المسلمين والذميين من الهند بملك اليمين ويحرمون ذبيحة المسلم الذي
التزم تقليد شخص معين ويمنعون التراويح والأذان الأول يوم الجمعة ويأكلون صدقة الفطر وهم
أغنياء ويأمرون الناس أن يرسلوا صدقة الفطر عندهم ولو بعد مدة طويلة، ويقولون: مذهبي محمدي،
وتارة يقولون: المذهب بمعنى المزبل وينكرون على الفقه أشد الإنكار، انتهى بلفظه.
وإني رأيت له رسالة بالهندية في الرد على قوة الإيمان لكرامة علي الجونبوري المذكور، قال فيها:
إن أتباع السيد الإمام أحمد بن عرفان الشهيد البريلوي لما وفدوا في بلادنا وهدى الله بهم عباده
فرفضوا رسوم الشرك والبدعة ورغبوا إلى القرآن والحديث وحدث فيهم الوجد والذوق بالكتاب
والسنة ومال بعضهم إلى رفع اليدين في الصلاة إقتداءاً بالشيخ إسماعيل بن عبد الغني الدهلوي فقام
المولوي كرامة علي الجونبوري بالطعن والتشنيع عليهم في رسائله وقال: إنهم تمذهبوا بمذهب جديد
وافترى عليهم غير ذلك ورغبهم عن الكتاب والسنة وقال: إن القرآن والحديث عسيران جداً وفهم
ذلك لا يتيسر إلا للمجتهدين، وصنف قوة الإيمان رسالة تضل به الناس عن الصراط المستقيم فخفت
ذلك وألفت رسالتي هذه لذكر قبائحه، انتهى.
وقال: إني حنفي غير متعصب أعتقد بما في الصراط المستقيم وأعتقد أن الحق دائر بين الأئمة
الأربعة من المجتهدين وأعتقد في الأئمة أنهم كانوا أجلاء وأعتقد أن المحدثين وأصحاب الظواهر
كانوا ظلال أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فمن تبعهم من عامة