بفيض آباد وحرض الولاة أن يجمعهم في الصلاة،
فألف رسالة في هذا الباب، ولما ذهب حسن رضا خان إلى فيض آباد عرض عليه وحرضه على
إقامة الجماعة في الصلاة، واتفق أن الوزير المذكور كان ممن يحسن الظن بالشيخ علي أكبر
الصوفي الفيض آبادي، ويعتقد فيه الصلاح، فلقيه مرة ببلدة لكهنؤ فرآه يصلي بجماعة، فلما فرغ
الشيخ علي أكبر من الصلاة حرضه على إقامة الجماعة، وذكر له فضائلها على مذهب الشيعة، فذكر
الوزير ما عهد إليه محمد علي الكشميري، وعزم على ذلك، فرضي به نواب آصف الدولة: ملك أوده
فأقام الجماعة بأمره السيد دلدار علي لثلاث عشرة خلون من رجب سنة مائتين وألف.
ثم إنه بذل جهده في إحقاق مذهبه وإبطال غيره من المذاهب لا سيما الأحناف والصوفية والأخبارية
حتى كاد يعم مذهبه في بلاد أوده ويتشيع كل من الفرق، ثم إنه أرسل بعض مصنفاته إلى العراق
واستجاز عن شيوخه فأجازه مهدي بن مرتضى الطباطبائي النجفي، وعلي بن محمد علي الطباطبائي
الكربلائي ومهدي بن أبي القاسم الموسوي الشهرستاني.
وله مصنفات كثيرة منها: أساس الأصول في إثبات الأدلة الأربعة وإبطال الفوائد المدنية، للاستر
آبادي، ومنها عماد الإسلام في خمسة مجلدات: الأول في التوحيد، والثاني في العدل، والثالث في
النبوة، والرابع في الإمامة والخامس في المعاد، ومنها منتهى الأفكار كتاب مبسوط له في أصول
الفقه، ومنها شرح على باب الزكاة من حديقة المتقين للمجلسي، وشرح على باب الصوم من ذلك
الكتاب في مجلدين، ومنها الشهاب الثاقب في رد مذهب الصوفية، وله رسالة أخرى في هذا الباب
وهي جواب سؤال ورد عليه من الشيخ محمد سميع الصوفي، ومنها المواعظ الحسينية ومنها صوارم
الإلهيات في قطع شبهات عابد العزي واللات في الرد على باب الإلهيات من تحفة إثنا عشرية،
ومنها حسام الإسلام في الرد على باب النبوات من التحفة، ومنها إحياء السنة في الرد على باب
المعاد منها، ومنها ذو الفقار في الرد على الباب الثاني عشر من التحفة وهو في مبحث الولاء
والبراء، وله رسالة في إثبات الغيبة لصاحب العصر والزمان رداً على التحفة، وله رسالة في إثبات
الجمعة والجماعة في غيبة الإمام، وله رسالة الأسانيد كتبها لولده السيد محمد، وله مسكن القلوب
صنفه في آخر عمره بعد وفاة ابنه مهدي سنة 1231هـ، وله رسالة في مسائل الخراج صنفه سنة
1234هـ، وله رسالة ذهبية في أحكام ظروف الذهب والفضة، وله إثارة الأحزان في شهادة الإمام
حسين عليه السلام، وله حاشية على شرح هداية الحكمة للصدر الشيرازي صنفها في أوائل عمره.
توفي لتسع عشرة خلون من رجب سنة خمس وثلاثين ومائتين وألف ببلدة لكهنؤ في عهد غازي
الدين حيدر، وقبره في حسينية بتلك البلدة، كما في تذكرة العلماء للفيض آبادي.
نواب دلير همت خان الفرخ آباي
الأمير الفاضل دلير همت بن أحمد بن محمد الأفغاني الفرخ آبادي نواب مظفر جنك، ولد بفرخ آباد
سنة إحدى وسبعين ومائة وألف، ونشأ في مهد الإمارة، وقرأ العلم على الشيخ عبد الصمد العظمي
الديوي، ثم على ولده عبد الباقي بن عبد الصمد، وأخذ الخط عن قادر علي خان وخادم علي خان،
وبرع فيه، وولي الإمارة بفرخ آباد بعد والده سنة خمس وثمانين ومائة وألف، فساس الأمور، وأحسن
إلى الناس، وكان محباً لأهل العلم محسناً إليهم، يجالسهم ويذاكرهم في العلوم.
توفي لثمان خلون من ربيع الأول سنة إحدى عشرة ومائتين وألف، كما في تاريخ فرخ آباد.
الشيخ دوست محمد القندهاري
الشيخ الكبير دوست محمد القندهاري أحد كبار المشايخ النقشبندية، ولد سنة ست عشرة ومائتين
وألف، وسافر للعلم، فقرأ الكتب الدرسية على أساتذة عصره، ثم لازم الشيخ أحمد سعيد بن أبي سعيد
العمري الدهلوي، وأخذ عنه الطريقة، وصحبه عدة سنين، حتى بلغ رتبة المشيخة، فاستخلفه الشيخ،