ويذاكرهم في العلوم، له آثار باقية بفرخ آباد من البساتين الزاهرة والقصور الشامخة والمساجد
الرفيعة.
توفي لإحدى عشرة بقين من ذي الحجة سنة إحدى وأربعين ومائتين وألف، كما في تاريخ فرخ آباد.
مولانا خرم علي البلهوري
الشيخ العالم الصالح خرم علي البلهوري أحد العلماء المشهورين، ولد ونشأ ببلهور بفتح الموحدة
وتشديد اللام قرية من أعمال كانبور وسافر للعلم وقرأ الكتب الدرسية على أبناء الشيخ ولي الله
الدهلوي ثم أخذ الطريقة عن السيد الإمام أحمد بن عرفان الشهيد البريلوي ولازمه زماناً ثم رجع إلى
الهند قبل معركة بالاكوث وشهادة السيد، وله قصيدة قوية بليغة في التحريض على الجهاد والشهادة
وبيان فضلهما، كانت تنشد في المعارك الحربية عند الزحف في معسكر السيد الإمام، ثم سافر إلى
باندا فقربه إليه نواب ذو الفقار خان وولاه الترجمة والتصنيف.
له غاية الأوطار ترجمة الدر المختار في الفقه الحنفي بالهندية، شرع أولاً من كتاب النكاح فأتمها ثم
شرع كتاب الحج منها ثم شرع في الترجمة والشرح من أولها، فبلغ إلى باب الأذان، ولم يمهله الأجل
لإتمامها، وله ترجمة مشارق الأنوار للصغاني في الحديث وشرحه بالهندية، وله شفاء العليل ترجمة
القول الجميل، وله نصيحة المسلمين رسالة مشهورة، في نصر التوحيد والسنة على طراز تقوية
الإيمان للشيخ إسماعيل الشهيد، وله رسالة في قراءة الفاتحة خلف الإمام في الصلاة.
توفي في آسيون ودفن بها سنة إحدى وسبعين وقيل ست وسبعين ومائتين وألف.
مولانا خطيب أحمد الرامبوري
الشيخ العالم الصالح خطيب أحمد بن رؤف أحمد العمري النقشبندي الرامبوري، كان من نسل الشيخ
أحمد بن عبد الأحد السرهندي إمام الطريقة المجددية، أخذ العلم والمعرفة عن والده وصحبه مدة
طويلة، وسافر معه إلى الحرمين الشريفين فحج وزار، ورجع إلى الهند بعد ما توفي والده في أثناء
السفر، فدخل بهوبال وأقام بها مدة عمره، وكان يدرس ويفيد.
مات سنة ست وستين ومائتين وألف، كما في خزينة الأصفياء.
المفتي خليل الدين الكاكوروي
الشيخ الفاضل العلامة خليل الدين بن نجم الدين بن حميد الدين الكاكوروي أحد العلماء المبرزين في
العلوم الرياضية، ولد سنة ثلاث ومائتين وألف، وقرأ العلم على والده وعلى الشيخ روشن علي
الجونبوري، وأقبل على الفنون الرياضية إقبالاً كلياً، حتى برز فيها وفاق أقرانه، بل على من سبقه
من العلماء، فولي الإفتاء ببلدة كانبور واستقل به زماناً، ثم استقدمه نواب سعادة علي خان اللكهنوي
إلى دار ملكه، وولاه المرصد، فاشتغل بأعماله زماناً، ولم يتم عمله لوفاة الأمير المذكور، ثم بعثه
غازي الدين حيدر بالسفارة إلى كلكته وجعل راتبة الشهري خمسة آلاف ربية.
ومن مصنفاته: شرح باب التعزيرات من الدر المختار بالفارسي صنفه بأمر هيرنكتن وزير
الخارجية بكلكته، ومنها مرآة الأقاليم بالفارسي في قواعد فن الهيئة، ومنها جغرافية الطرق والشوارع
مما يختص بمملكة أوده، ومنها رسالة بالفارسية في طول البلد وعرض البلد وغاية النهار، ومنها
رسالة بالعربية في تحقيق مرض الهيضة، ومنها رسالة مختصرة في إبطال ظل المثلث، ذكرها عبد
القادر بن محمد أكرم الرامبوري في كتاب روز نامه.
مات سنة إحدى وثمانين ومائتين وألف وله ثمان وسبعون سنة.
القاضي خليل الرحمن الرامبوري
الشيخ الفاضل الكبير خليل الرحمن بن عرفان بن عمران بن عبد الحليم الرامبوري ثم الطوكي، أحد
العلماء المبرزين في الفقه والأصول، ولد ونشأ بمدينة