خليلي عوجا عن شمال العقنقل وحطا رحال العيس في عضد عوكل

فندعو رباعاً لا تجر دعاءنا لما قد عفت من سجم غيم مظلل

عفا الله أهضاباً سعت في خرابها فباتت طلولاً بادرات التعطل

ألا عوجا في العوج روحي فداكما فمهلاً ورفقاً بالكثيب المؤمل

فتلك رباع عطلت عن أهيلها قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل

أيا سائق الأظعان إن كنت محسناً إلى مغرم صاب عديم التوسل

فالثت حماك الله عن مسقط الردى بسقط اللوى بين الدخول فحومل

ولله أيام غضار مضين في غضور وجمدان وحومة جندل

لحى الله دهراً بات في النجد داهراً فنكد عيشاً مخضلاً بالتفتل

وخرب داراً بعد دار بضيمه ولم يبق داراً يا بدارة صلصل

ودار بدارات فشغر سوحها عن الأهل يا ويلاً لدهر محول

أقول لبرق لائح من أبيرق لك الخير يا برق الأبيرق أمهل

كبيت لقد أوريت زندي فجاءة وألعجت ناراً في الحشا المتفلل

وكان رجائي منك إرواء غلتي فلجت بعكس من رجاء مسول

نضيت على السيف في الليل طاغياً أما خفت من شهمي وعوني وموئلي

عميد الورى غوث الخلائق كلهم ثمال اليتامى ملتجي كل أرمل

ومن شعره قوله في الرثاء:

لحى الله دهراً قد رماني بغربة وطول صدود لاح لي بعد قربة

إلى الله أشكو من زمان يجورني هو الله مولانا إليه لشكوتي

إذا سرنا يوماً أساء بنا غداً وألقى علينا شدة بعد شدة

إذا فرجت آنا همومي فعاد بي مصراً بضيم لحظة بعد لحظة

إذا رمت شكلاً أولاً وانتظمته رماني بضرب أول ذا نتيجتي

ولي من صعوبات النوائب مبلغ كثير فلا يحصى بعد وعدة

إذا زال هم ناب هم منابه وهذا لشأني في نوائب سفرتي

ولولا همومي ألحقتني من الأسى لما بنت من آلي وأهلي وأسرتي

ولا سيما من ربني وهو والدي ولا سيما أمي وشقي وشقتي

إلام فؤادي ذائب بفراقهم وحتام أبكي في صدود وفرقة

فشمرت للأسفار ذيلي مكابداً خطوب كروب قد جفتني بسطوة

تحملت كلاً من رخاء وزعزع تقلبت في شأني رخاء وبؤسة

بليت بغم وانتياب من النوب ولا زلت أطوي بلدة بعد بلدة

فجربت أقواماً وفحصت أمرهم وأدركت شأن الناس في كر أمرة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015