ودخل دهلي فأقام بها أياماً ثم
ذهب إلى لاهور وسمع بها مقدم نادر شاه فرجع إلى دهلي واختفى بها عند علي قلي خان الداغستاني
مخافة نادر شاه ولما رجع نادر شاه إلى بلاده نهض إلى لاهور فأراد زكريا بن عبد القادر صاحب
لاهور أن يؤذيه فحماه حسن قلي خان الكاشي وجاء به إلى دهلي وقربه إلى محمد شاه سلطان الهند
فأعطاه السلطان الأرض الخراجية فسكن بدهلي واشتغل بالشعر وهجا أهل الهند فسخط عليه الناس
وأورد عليه سراج الدين علي خان الأكبر آبادي بإيرادات كثيرة فخرج من دهلي وذهب إلى أكبر
آباد ثم إلى عظيم آباد فأكرمه راجه رام نرائن أحد ولاة تلك البلاد فأقام بها زماناً ثم جاء إلى بنارس
واعتزل بها ولم يخرج قط منها، وأبياته بالفارسية تقارب عشرين ألفاً وله أبيات بالعربية لا تقارب
الفارسية في الحلاوة.
ومن شعره قوله بالعربية:
وليس عنك سواد العين منصرفا مهما تشاهد بالتدعيج والكحل
اسمع كلامي ودع لامية سلفت الشمس طالعة تغنيك عن زحل
فمن أنيني حمام الأيك في طرب قد اقتدى بزفيري واقتفى رتلي
مني الأنين ومنكم ما يليق بكم بذلت جهدي لكم لا بد من بدل
وقوله:
فوالذي حجت الزوار كعبته وكم هنالك من داع ومبتهل
جرى مجاري دمعي حب حضرته وأشرق الشوق في صدري بلا طفل
ليس اصطباري ببعد الدار عن سكن بل من نحولي يا غوثي ومن فشلي
وكم دعوتك يا كهفي ومعتمدي مستنصراً فأتني بالنصر عن عجل
وقوله بالفارسي:
شادم كه از رقيبان دامن كشان كذشتي كو مشت خاك ما هم برباد رفته باشد
توفي لإحدى عشرة خلون من جمادى الأولى سنة ثمانين ومائة وألف بمدينة بنارس فدفن بها.
مرزا محمد علي الدهلوي
الشيخ الفاضل محمد علي بن خير الله المنجم الدهلوي أحد العلماء المبرزين في الفنون الرياضية،
أخذ عن والده وأخذ عنه العلامة تفضل حسين خان اللكهنوي وخلق كثير من العلماء.
السيد محمد علي المرشد آبادي
الشيخ الفاضل الكبير محمد علي بن عبد الله بن إبراهيم الشيعي اليزدي ثم المرشد آبادي كان من
نسل الحسين ذي العبرة بن زيد الشهيد الحسيني العلوي، ولد يوم الخميس لليلتين خلتا من رمضان
سنة سبع عشرة ومائة وألف بمدينة أورنك آباد وسافر في الثامن عشر من سنه سنة إحدى أو اثنتين
وثلاثين إلى العراق وساح البلاد العظيمة ومكث بها اثنتين وعشرين سنة وأخذ الفنون الحكمية عن
الشيخ محمد صادق الأردستاني وأخذ أسرار القرآن والحديث عن الحاج نصير الدين ببلدة شيراز
وعن السيد محمد تقي المشهدي ببلدة أصفهان وحصلت له إجازة الكافي ومن لا يحضره الفقيه وكتب
أخرى من الأصول والفروع عن السيد محمد تق المشهدي والسيد محمد حسين وزين العابدين حفيدي
الشيخ محمد باقر المجلسي فدرس وأفاد مدة طويلة ببلاد إيران ثم سافر إلى الحرمين الشريفين للحج
والزيارة وكانت الريح غير مساعدة للفلك فأورده إلى أرض السند فلبث بها برهة من الزمان جاء إلى
أحمد آباد وأقام بها أياماً ثم ذهب إلى سورت ومن هناك إلى أورنك آباد ومنها إلى حيدر آباد ولبث
بها أياماً ثم سافر إلى بنكاله وأقام بهوكلي مدة من الزمان ثم سافر إلى شاهجهان آباد أقام ببلدة بورنيه
زماناً ثم قدم عظيم آباد وأقام بها مدة ثم قدم لكهنو وساح في نواحيها زماناً ثم