في رائي بريلي وتفقه على أبيه

وأخذ عنه الطريقة وقضى ثلاثين سنة في خدمة القاصدين لزاوية جده وتربية الطالبين على طريقة

جده الكبير، وانتفع بصحبته عدد كبير من الطالبين، وبلغ بعضهم رتبة الكمال بتربيته وقد استخلفه

وأنابه والده السيد آية الله بن الشيخ علم الله حين توجه إلى دكن جنوب الهند فناب عنه في الدعوة

إلى الله وإصلاح النفوس وتربية الطالبين، أخذ عنه محمد يونس وخلق آخرون.

كانت وفاته في الثاني عشر من رمضان يوم الجمعة عام ست وستين ومائة وألف في زاوية جده

وخلف ابنين السيد محمد معين والسيد أبو سعيد، كما في أعلام الهدى للسيد نعمان بن السيد محمد

نور.

مولانا محمد طاهر الإله آبادي

الشيخ العالم الكبير العلامة محمد طاهر بن محمد يحيى بن محمد أمين العباسي الأفضلي الإله آبادي،

كان أكبر أبناء والده وأوفرهم في العلم والعمل وأكثرهم في الدرس والإفادة، ولد سنة عشر ومائة

وألف بمدينة إله آباد وقرأ العلم على المفتي جار الله الحسيني الإله آبادي وتفقه عليه وتمهر وتقدم

وصنف ودرس وأفتى، وكان عجباً في سرعة الاستحضار وقوة الجنان والتوسع في المعقول

والمنقول والإطلاع على مذاهب السلف والخلف، أخذ عنه إخوته محمد ناصر ومحمد فاخر والشيخ

محمد ياسين العثماني الجونبوري وخلق كثير، وله كتاب تحقيق الحق في رد إحقاق الحق للقاضي

نور الله التستري وهذا الكتاب في رد إبطال الباطل للشيخ روز بهان وهو رد نهج الحق لمطهر

الحلى، وله شرح على فصوص الحكم لابن عربي وله رسالة عرصه في مبحث الفدك وله شرح

الشجرة القادرية، وله ترجمة كتاب النورين وله رسالة في إثبات خلافة الصديق رضي الله عنه وله

تعليقات على تفسير البيضاوي وشرح على القصيدة الطمطراقية وله رسالة في تفسير آية التطهير،

توفي في حياة والده يوم الثلاثاء لليلتين خلتا من شهر جمادى الأولى سنة ثلاث وأربعين ومائة وألف

وله ثلاث وثلاثون سنة، كما في ذيل الوفيات.

مولانا محمد طاهر الشاهجهنبوري

الشيخ الفاضل محمد طاهر الحسيني الشاهجهانبوري أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول

والعربية، ولد ونشأ بمدينة شاهجهانبور وسافر للعلم فقرأ الكتب الدرسية على الشيخ نظام الدين بن

قطب الدين السهالوي اللكهنوي وعلى الشيخ صفة الله بن مدينة الله الحسيني الخير آبادي وعلى

غيرهما من العلماء وأخذ الطريقة القادرية عن الشيخ نظام الدين المذكور وتصدى للدرس والإفادة

ببلدة شاهجهانبور ومات بها.

الشيخ محمد عابد السنامي

الشيخ العالم الكبير محمد عابد الحنفي النقشبندي السنامي اللاهوري كان من نسل سيدنا أبي بكر بن

أبي قحافة التيمي القرشي رضي الله عنه، ولد ونشأ بلاهور وأخذ العلم والمعرفة عن الشيخ عبد

الأحد بن محمد سعيد السرهندي ولازمه ملازمة طويلة ثم سافر إلى الحرمين الشريفين راجلاً من

لاهور حتى وصلا إلى البقاع المقدسة فحج وزار ورجع إلى الهند، وكان شديد التعبد يقرأ سورة

ياسين في التهجد كل ليلة ستين مرة ويراقب في الله بعد ركعتين ولم يزل على ذلك حتى كان يقرأ في

مرض موته السورة المذكورة في التهجد خمساً وثلاثين مرة، وكان يشتغل كل يوم بذكر الكلمة الطيبة

عشرين ألف مرة وبالصلوات على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ألف مرة وبذكر النفي والإثبات مع

حبس النفس ألف مرة وبتلاوة القرآن في كبير مقدار، وكان مع ذلك يدرس ويفيد ويلقي على أصحابه

أنوار النسبة ويلقنهم الذكر كل يوم وقلما تخلو مدرسته عن مائتي رجل من أهل العلم والمعرفة، كما

في المقامات المظهرية.

وذكر الشيخ فقير محمد الجهلمي في حدائق الحنفية: أن له مصنفات كثيرة منها تعليقات له على

تفسير البيضاوي وشرح بسيط على خلاصة الكيداني وشرح على قصيدة بانت سعاد ورسالة في

وجوه إعجاز القرآن، ورسالة في الأربعة الاحتياطية بعد صلاة الجمعة العشرة المبشرة في فضائل

الأمة المرحومة، انتهى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015