الشيخ محب الله البالابوري
الشيخ العالم الكبير محب الله بن عناية الله بن محمد الحسيني الخجندي البالابوري أحد المشايخ
النقشبندية، ولد سنة خمس وسبعين وألف بمدينة برهانبور وجاء إلى بالابور في صباه، وقرأ القرآن
على عمه محمد سعيد وجوده عليه ثم قرأ الكتب الدرسية على أبيه وعلى القاضي سيف الله
البالابوري ومولانا نجم الدين البرهانبوري، ثم أخذ الطريقة عن أبيه ولم يفارقه مدة عمره، فلما مات
والده في سنة 1117 هـ تولى الشياخة مكانه، وكان على قدم أبيه في اتباع السنة السنية واقتفاء آثار
السلف الصالح، مات لتسع بقين من ربيع الثاني سنة تسع عشرة ومائة وألف بمدينة بالابور فدفن
عند والده، كما في محبوب ذي المنن.
معز الدين محمد بن إبراهيم القمي
الأمير الفاضل معز الدين محمد بن إبراهيم الرضوي المشهدي القمي نواب موسوي خان كان من
الأفاضل المشهورين في عصره، ولد سنة خمسين وألف واشتغل بالعلم أياماً في بلدته، ثم سافر إلى
أصفهان ولازم الآقا حسين الخوان ساري وقرأ عليه الكتب الدرسية ثم خرج من تلك البلاد ودخل
الهند سنة اثنتين وثمانين وألف فتقرب إلى عالمكير فولاه الخراج بعظيم آباد فسار إليها ولبث بها
زماناً وحيث كان معجباً بنفسه لم يستطع أن يؤالف واليها بزرك أميد خان فاستقدمه عالمكير إلى دار
الملك وولاه على ديواني تن ولقبه موسوي خان سنة تسع وتسعين وألف ثم ولاه ديوان الخراج في
بلاد الدكن.
وكان فاضلاً كبيراً شاعراً مجيد الشعر معجباً بنفسه، له ديوان الشعر الفارسي، ومن شعره قوله:
در آن صحرا كه بودم آكه از ذوق كرفتاري غزالان را سراغ خانة صياد مي دادم
توفي سنة إحدى ومائة وألف بأرض الدكن، كما في سرو آزاد.
السيد محمد بن محمد القنوجي
الشيخ العالم الكبير محمد بن محمد بن محمد بن كدائي بن سيد ملك بن عماد الدين بن الحسين بن
علاء الدين علي بن محمد بن ضياء الدين الحسيني الحلي الدهلوي ثم القنوجي أحد العلماء
المشهورين، ولد ونشأ بقنوج وسافر للعلم فقرأ الكتب الدرسية على القاضي عبد القادر العمري
اللكهنوي ثم سافر إلى إله آباد ولازم الشيخ محب الله الإله آبادي وأخذ عنه ثم رجع إلى بلدته
واعتزل في بيته وعكف على العبادة والإفادة فلم يخرج من بيته قط لأمر من الأمور الدنيوية حتى
استقدمه شاهجهان بن جهانكير سنة اثنتين وثلاثين من جلوسه على سرير الملك فصاحبه مدة حياته،
ثم صاحب ولده عالمكير، وكان يذاكره في كل أسبوع ثلاثة أيام في إحياء العلوم وكيميائي سعادة
والفتاوي الهندية، كما في عمل صالح.
قال الخوافي في مآثر الأمراء: استقدمه شاهجهان إلى أكبر آباد فسار إليه وصار جليساً له بعد
اعتزاله عن السلطة وكان السلطان يستفيده، ثم جعله عالمكير من خاصته وأكرمه غاية الإكرام وكان
يذاكره في كل أسبوع ثلاثة أيام في الفتاوي الهندية وإحياء العلوم وكيمائي سعادة وغيرها من كتب
الفقه والحديث والسلوك ويباحثه في المسائل، وكان عالمكير يذكره بلفظ الأستاذ ويقول: إنه أستاذ له
ولوالده، قال: والقنوجي لم يرغب قط إلى الإمارة والمنصب مع تقربه إلى سلطان الهند وما خرج من
زي العلماء ولكنه كان في بلدته صاحب ضياع وعقار وقرى، انتهى.
وقال السيد صديق حسن القنوجي في أبجد العلوم: كان له اليد الطولى في العلوم الرياضية والعربية،
له حاشية نفيسة على المطول للتفتازاني، ومن صالحاته الباقية عمارة بيت المسافرين بقنوج الذي لم
يعهد مثله في هذه الديار، وله بستان فيه مقبرة عظيمة فيها قبره، انتهى.
توفي سنة إحدى ومائة وألف، كما في تبصرة الناظرين.