كاملة في يوم واحد بل في بعضه على
كيفية يراها الناظرون وكل ما يتوجه إلى النظم تحضر المعاني لدي صفاً صفاً وتتمثل بين يديه فوجاً
فوجاً، وهو قرر نصاب القصيدة في التغزل أحداً وعشرين بيتاً، وهي الدرجة الوسطى التي تريح
الأسماع ولا تمل الطباع، وإنما يميل خاطره إلى النظم في أيام الربيع، وأما في غير هذه الأيام
فيصدر الشعر من قريحته قليلاً لأن الربيع فيه تخضر المراتع وتهتز الطبائع، انتهى، ومن شعره
قوله:
أدرك عليلاً لقاء منك يكفيه وطرفك الناعس الممراض يشفيه
كتمت دائي عن العذال مجتهداً ما كنت أدري نحول الجسم يشفيه
فداوني عن سقام أنت منشأه ونجني من ضرام أنت موريه
لقد ثنى عطفه من مغرم دنف مهفهف ثقل الأرداف يثنيه
رعى الإله سقامي لو يعالج من أحببته بدواء الخمر من فيه
وحبذا العيش لو يمشي على مقلي غصن رطيب من العينين اسقيه
شأن المحب عجيب في صبابته الهجر يقتله والوصل يحييه
لولاه ما شاقه عرف الصبا سحر ولم يكن بارق الظلماء يشجيه
يا جارة هيجت بالنصح لوعته بحق مقلته العبراء خليه
إليك يا رشأ الوعساء معذرة أأنت عن رشأ البطحاء تسليه
لوائمي قطعت أكبادهن متى رأينه في كمال الحسن والتيه
أيا صواحب أكباد مقطعة فذلكن الذي لمتني فيه
إذا رنا فمهاة البيد تشبهه أوماس فالبانة الخضراء تحكيه
وقوله:
برق أضاء من الزوراء يشجيني يا رب ما باله يبكي ويبكيني
أنى لسان يؤدي شكر أنعمه بالماء والنار يرويني ويوريني
هويت حسناء أسعى في إراحتها وتلك في غاية الإيذاء تؤذيني
لا يذهب الغل ماء المزن من كبدي بل ماء ياقوتة اللمياء يرويني
تدور في مقلتي أيام لقيتها هل ما مضى من زمان العمر يأتيني
طيف الذي قتلتني يوم ذي سلم إن جاءني في منام الموت يحييني
لا أبتغي أن تراني ملأ مقلتها لحظ قليل من العينين يكفيني
ما لاح مني قصور في محبتها بأي ذنب وقاها الله تقليني
تكف عني بين الناس مقولها لكنها برموز العين تسليني
إني لشمع قبيل الصبح محتضر ما سرعة الأجل الموعود تبقيني
تبكي وتذكرني بعد الوفاة فهل بكاءها بعد ما ثويت يجديني
مات سنة مائتين وألف ببلدة أورنك آباد فأرخ لوفاته بعض أصحابه من اسمه آه غلام علي آزاد.
الحكيم غلام علي الدهلوي
الشيخ الفاضل غلام علي الحسيني الدهلوي ثم الفرخ آبادي أحد الأطباء الماهرين في العلم والعمل،
كان من نسل الشيخ نور الله الأحراري وينتسب في الصناعة الطبية إلى معتمد الملوك محمد هاشم بن