العظيم آبادي أحد الرجال المشهورين في التاريخ والسير والأنساب، ولد بدار الملك دهلي سنة
أربعين ومائة وألف، وسافر إلى مرشد آباد مع جدة أمه عند مهابت جنك وهو ابن خمس سنوات
فلبث بها مدة من الزمان ولما ولي مهابت جنك على عظيم آباد جاء والده مع عياله إلى عظيم آباد
وتدير بها ونال المنصب والأقطاع، وكانت جدة أمه عمة مهابت جنك فعاش مدة من الزمان في نعمته
ثم ذهب إلى بورنيه وتقرب إلى صولت جنك وصاحبه سبع سنين ونال حظاً وافراً من عنايته، ثم
سافر إلى دهلي ولكهنو وجنار كده وبلاد أخرى وصرف شطراً من عمره في الظعن والإقامة ثم
اعتزل بحسين آباد بلدة عمرها والده في أقطاعه قريباً من مونكير وله مصنفات عديدة أشهرها سير
المتأخرين في أخبار الهند في مجلدين الأول من عهد الجاهلية إلى أيام عالمكير والثاني من سنة ثمان
عشرة ومائة وألف إلى خمس وتسعين ومائة وألف، وله بشارة الإمامة منظومة في مآثر جدوده، وله
شرح على المثنوي المعنوي مات سنة مائتين وألف ببلدة حسين آباد أخبرني بسنة وفاته علي محمد
الحسيني العظيم آبادي.
الشيخ غلام رشيد الجونبوري
الشيخ الصالح غلام رشيد بن محمد الله بن محمد أرشد بن محمد رشيد العثماني الجونبوري أحد
المشايخ الجشتية، ولد بمدينة جونبور ماتت أمه قبل أن يكمل أسبوعين، مات والده محب الله قبل أن
يبلغ الفطام فتربى في مهد جده محمد أرشد، وقرأ بعض الكتب الدرسية عليه وبعضها على محمد باقر
بن محمد جعفر الحسيني البلنوي وقرأ بعض كتب المنطق والحكمة على أمين الدين بن غياث الدين
الجونبوري وقرأ سائر الكتب الدرسية على صهره محمد جميل بن الجليل البرونوي ثم الجونبوري
وبرز في كثير من العلوم والفنون، وكان صاحب صدق وإخلاص وعفة وزهد وفقر وغناء، لم تفته
الفرائض والنوافل مدة حياته، أخذ الطريقة عن جده المذكور وتولى الشياخة بعده، وله مصنفات كنج
أرشدي مجموع لطيف في ملفوظات جده جمعها شكر الله الديمؤي فرتبها سنة خمس وثلاثين ومائة
وألف، كما في كنج أرشدي توفي يوم السبت لخمس خلون من صفر سنة سبع وستين ومائة وألف
بمدينة جونبور فدفن عند جده، كما في تجلي نور.
القاضي غلام صفي السائنبوري
الشيخ العالم الصالح غلام صفي الحسيني السائنبوري أحد كبار العلماء، ذكره السيد غلام علي
البلكرامي في أنيس المحققين قال: إنه أخذ الطريقة عن الشيخ الكبير أحمد بن محمد الحسيني
الكالبوري، وكان فاضلاً كبيراً، حسن الأخلاق، شديد التعبد، لم يزل يشتغل بتدريس العلوم، وكان
قاضياً بملاوه بتشديد اللام ولد لليلتين خلتا من رجب سنة ستين وألف، ومات في غرة رجب ليلة
الخميس سنة أربعين ومائة وألف.
مولانا غلام علي آزاد البلكرامي
الشيخ الإمام العالم الكبير العلامة غلام علي بن نوح الحسيني الواسطي البلكرامي أحد العلماء
المشهورين، لم يكن له نظير في زمانه في النحو واللغة والشعر والبديع والتاريخ والسير والأنساب،
ولد يوم الأحد لخمس بقين من صفر سنة عشر ومائة وألف بمحروسة بلكرام ونشأ في مهد العلم
والمشيخة، وقرأ الكتب الدرسية على السيد طفيل محمد الأترولوي، وأخذ اللغة والحديث والسير عن
جده لأمه عبد الجليل بن مير أحمد البلكرامي وسمع منه المسلسل بالأولية وحديث الأسودين التمر
والماء، وأخذ العروض والقافية عن خاله محمد بن عبد الجليل، وأخذ الطريقة عن الشيخ لطف الله
الحسيني البلكرامي، ثم رحل إلى الحجاز فحج وزار سنة إحدى وخمسين ومائة وألف، وقرأ بالمدينة
المنورة صحيح البخاري على الشيخ محمد حياة السندي وأخذ عنه إجازة الصحاح الستة وسائر
مقروءاته، وصحب الشيخ عبد الوهاب الطنطاوي المصري المتوفي سنة سبع وخمسين ومائة وألف
وأخذ عنه فوائد جمة، وعرض عليه لقبه الشعري آزاد فقال: أنت من عتقاء الله تعالى فاستبشر بهذه
الكلمة وأرخ لحجه بلفظ عمل أعظم ورحل إلى الطائف فزار عبد الله بن عباس، ثم رجع إلى الهند
سنة اثنتين وخمسين ومائة وألف وسكن