الشياخة بعده وكان صاحب وجد وحالة، تذكر له كشوف وكرامات، مات لأربع عشرة خلون من
جمادى الأولى سنة إحدى وستين ومائة وألف، كما في محبوب ذي المنن.
القاضي شهاب الدين الكوباموي
الشيخ العالم الفقيه شهاب الدين بن محمد حسين بن عبد السلام بن أحمد بن الشهاب العمري الحنفي
الكوباموي كان ابن بنت الشيخ العلامة محب الله العمري الإله آبادي، ولد ونشأ بمدينة كوبامؤ وقرأ
العلم على الشيخ قطب الدين ابن عبد الحليم الأنصاري السهالوي، وقرأ عليه ولده القاضي قطب
الدين الكوباموي ومولانا محمد صالح البنكالي ومولانا محمد أشرف شارح سلم العلوم والقاضي محمد
مبارك بن محمد الدائم العمري الكوباموي، كما في الرسالة القطبية.
وفي مآثر الكرام: إنه قرأ العلم على القاضي عبد الرحيم المراد آبادي.
وفي تذكرة الأنساب لمصطفى علي خان: إن أربعمائة رجل من أهل العلم أخذوا عنه وتخرجوا
عليه، انتهى.
مات في بضع وعشرين ومائة وألف، كما في مآثر الكرام.
مولانا شهاب الدين الجوبي بوري
الشيخ الفاضل الكبير شهاب الدين الحنفي الجوبي بور بالياء المجهولة في لفظ جوبي قرية جامعة
في نواح قنوج كان من العلماء المبرزين في المنطق والحكمة، أخذ عن الشيخ غلام مصطفى بن
محمد الحسني الأشرفي الجائسي، وأخذ عنه السيد أشرف الحسيني البلكرامي، كما في مآثر الكرام.
السيد شهاب الدين الأورنك آبادي
الشيخ الفاضل شهاب الدين بن بدر الدين الحسيني الأورنك آبادي أحد العلماء الصالحين، كان أصله
من البلاد المشرقية، أخذ العلم عن العلامة عبد الباقي ابن غوث الاسلام الجونبوري صاحب الآداب
الباقية ثم ساح بلاد الهند وأدرك الشيخ نور محمد الأورنك آبادي فلازمه وأخذ عنه الطريقة وتولى
الشياخة مكانه بأورنك آباد سنة 1102 هـ فأسس مسجداً وزاوية ومدرسة عند قبر شيخه ودرس وأفاد،
وكان شيخاً كريماً صالحاً سخياً متوكلاً كثير الخيرات والمبرات.
مات لثمان بقين من شعبان سنة تسع عشرة ومائة وألف بأورنك آباد فدفن بها، كما في محبوب ذي
المنن.
القاضي شيخ الاسلام الكجراتي
الشيخ العالم الكبير العلامة شيخ الاسلام بن قاضي القضاة عبد الوهاب الحنفي الأحمد آبادي
الكجراتي، أحد مشاهير الفقهاء الحنفية، انتهت إليه الإمامة في العلم والعمل والزهد والورع والأمر
بالمعروف والنهي عن المنكر مع الصدق والأمانة والعفة والصيانة وحسن القصد والإخلاص
والابتهال إلى الله تعالى وشدة الخوف منه.
قال خافي خان في منتخب اللباب: إنه ما أخذ شيئاً من متروكات والده بل قسم بعضها على الفقراء
والمساكين ليخفف أثقاله وقسم سائرها على غيره من أرباب الفرض والعصوبة وكان والده ترك
مائتي ألف أشرفي وخمسمائة ألف ربية فضلاً عن الجواهر الثمينة والأثاث الوافر، فلم يأخذ منها شيئاً
كما فعل الشيخ صدر الدين محمد بن زكريا الملتاني غير أن صدر الدين أخذ نصيبه وقسمه على
الفقراء وشيخ الاسلام ما أخذ شيئاً ووجه ذلك أن والده الشيخ صدر الدين كان صاحب الورع
والعزيمة لم يجمع المال من غير حقه ووالد شيخ الاسلام كان غير مشكور السيرة في الجمع ولذلك ما
أخذ شيئاً من متروكاته، قال: ولما توفي والده ولاه عالمكير بن شاهجهان قضاء المعسكر مكان والده
سنة أربع وثمانين وألف فأبى قبوله فلما لم يقبل منه عالمكير إلا القبول قبل كارهاً وبذل جهده في
الصدق والتحري للحق وتزكية الشهود والتفتيش ورفع النقاب عن وجه المعاملة وتطهير الذيل عن
أدناس الغرض فضلاً عن الارتشاء وقول الحق عند السلطان ولو كان يخالفه، انتهى.