بحائز إرثهم حاو مغافرهم كما حوى الألف من آحاد أعداد
وذاك زيد أدام الله دولته وزاده منه تأييداً بامداد
سما به النسب الوضاح حيث غدا طريفه جامعاً أشتات أتلاد
لقد حوى من رفيعات المكارم ما يكفي لمفخر أجداد وأحفاد
أليس قد نال ملكاً في شيبته ما ناله من سعى أعمار آباد
أليس في وهج الهيجا مواقفه مشكورة بين أعداء وأضداد
أليس أسبح بالتنعيم سابحه لج المنايا ليحيى فل أجناد
أليس يثبت يوم الليث أن له وثبات ليث يزجي ذود نقاد
أليس يوم العطا تحكي أنامله خلجان بحر يفيض التبر مداد
أليس قد لاح في تأسيس دولته من جده المصطفى رمز بارشاد
دامت معاليه والنعمى بذاك له مصونها وهو ملحوظ باسعاد
ما لاح برق وما غنت على فنن صوادح البان وهنا شجوها باد
قال عبد الحميد اللاهوري في بادشاهنامه: إنه كان رجلاً صالحاً فاضلاً ورعاً تقياً حسن الأخلاق
مليح الشمائل، وظف له شاهجهان بن جهانكير سلطان الهند وولاه على دار العدل بدار الملك دهلي،
انتهى.
توفي بالهند سنة خمسين وألف، كما في خلاصة الأثر.
محمد صادق السرهندي
الشيخ الصالح العلامة محمد صادق بن أحمد بن عبد الأحد العمري الشيخ محمد صادق السرهندي،
كان من كبار العلماء، ولد في سنة ألف بمدينة سرهند ونشأ بها، واشتغل بالعلم من صغره وقرأ بعض
الفنون العربية على الشيخ محمد طاهر اللاهوري والعلوم الحكمية على مولانا محمد معصوم الكابلي،
وجد في البحث والاشتغال حتى قرأ فاتحة الفراغ وله ثماني عشرة من سنه، وكان مصاحباً لوالده في
سفره إلى دهلي وهو ابن ثمان، فتشرف هناك بصحبة الشيخ عبد الباقي النقشبندي وأخذته الجذبة
الربانية في صباه، فكان يترقى في مدارج المعرفة يوماً فيوماً، وتعرض له حالات سنية ومقامات
علية من الحضور والغيبة والسكر والجذبات القوية والمكاشفات الصحيحة والمواجيد الصادقة بحيث
يعجب به العارفون البالغون في مدارج الكمال، فلما برز من التلوين إلى التمكين ومن السكر إلى
الصحو ومن الجذب إلى السلوك استخلفه والده وأجازه إجازة عامة للارشاد والتلقين وهو لم يتجاوز
إحدى وعشرين سنه من عمره.
مات في أيام أبيه، وله تعليقات على الكتب الدرسية، توفي يوم الاثنين تاسع ربيع الأول سنة أربع
وعشرين، وقيل: خمس وعشرين بعد الألف، بمدينة سرهند فدفن بها، كما في حضرات القدس.
الشيخ محمد سعيد السرهندي
الشيخ العالم المحدث محمد سعيد بن أحمد بن عبد الأحد العدوي العمري الشيخ محمد سعيد خازن
الرحمة السرهندي، كان من العلماء الربانيين، ولد في شعبان سنة خمس وألف بمدينة سرهند، وقرأ
بعض الكتب الدرسية على صنوه محمد صادق وأكثرها على الشيخ محمد طاهر اللاهوري، وقرأ
على أبيه، وأسند الحديث عنه وعن الشيخ عبد الرحمن الرمزي، ولازم أباه ملازمة طويلة وأخذ عنه
الطريقة، ووالده ترك التدريس له في آخر عمره وكان يقول: إن ولده من العلماء الراسخين، فألبسه
الخرقة ولقبه بخازن الرحمة، كما في حضرات القدس، ولما توفي والده ترك المشيخة، لأخيه محمد
معصوم، وسافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار ورجع إلى الهند سنة 1069 وصرف عمره في
التدريس والتلقين.