وشق جيب الغمام البرق من حزن عليهم لا على أبناء عباد

كانوا كعقد بجيد الدهر قد قرظت من ذاك واسطة أودى بتبداد

وهو المليك الذي للملك كان حمى مذ ماس من برده في خير أبراد

كانت بجيران بيت الله دولته مهاد أمن لسرح الخوف ذواد

وكان طوداً لدست الملك محتبياً ولاقتناص المعالي أي نهاد

ثوى بصنعا فيا لله ما اشتملت عليه من مجده في ضيق ألحاد

فقد حويت به صنعاء من شرف كما حوت صعدة بالسيد الهادي

فحبذا أنت يا صنعاء من بلد ولا تغشى زياداً وكف رعاد

مصابة كان رزءاً لا يوازنه رزء ومفتاح أرزاء وآساد

وكان رأساً على الأشراف منذ هوى تتابعوا إثره عن شبه ميعاد

لهف المصاف إذا ما أزمة أويت من خطب نائبة للمتن هداد

لهف المصاف إذا ما أمحلت سنة يضن في محلها الطائي بالزاد

لهف المصاف إذا كر الجياد لدى حر الجلاد أثار النقع بالوادي

لهف المصاف إذا ما يستباح حمى لفقد حام بورد الكر عواد

لهف المصاف إذا جلى به نزلت ولم يجد كاشفاً منها بمرصاد

لهف المصاف إذا حمل المغارم في نيل العلى أثقل الأعناق كالطاد

لهف المصاف إذا نادى الصريخ ولم يجدنه مصرخاً كالليث للصادي

لهف المصاف إذا الدهر العسوف سطا بضيم جار لنزل العز معتاد

بل لهف كل ذوي الآمال قاطبة عليهم خير مرتاد لمرتاد

كانت به تزدهي في السلم أندية وفي الوغى كل قداد وهناد

على الأرائك أقمار تضئ ومن تحت الترائك آساد لمستاد

تشكو عداهم إذا شاكي السلاح بدا شك القنا ما ضفا من نسج أبراد

إلى النحور وما تحوى الصدور وما وارته في جنحها ظلمات أجساد

بادوا فباد من الدنيا بأجمعها من كان فكاك أصفاد بأصفاد

وقد ذوت زهرة الدنيا لفقدهم وألبست بعدهم أثواب إحداد

واجتث غرس الأماني من فجيعتهم وأنشد الدهر تقنيطاً لرواد

يا ضيف أقفر بيت المكرمات فخذ في جمع رحلك واجمع فضلة الزاد

يا قلب لا تبتئس من هول مصرعهم وعز نفسك في بؤسي وأنكاد

بمن غدا خلفاً يا حبذا خلف في الملك عن خير آباء وأجداد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015