مات يوم الأحد لست بقين من ذي الحجة سنة اثنتين وثلاثمائة وألف وله من العمر سبعون سنة،
فأرخ لوفاته مولانا محمد سعيد:
زين جهان نقل مكان كرد بدار جنات
الشيخ محمد معصوم الدهلوي
الشيخ العالم الصالح محمد معصوم بن عبد الرشيد بن أحمد سعيد العمري السرهندي ثم الدهلوي أحد
العلماء المبرزين في الفقه والحديث.
ولد ببلد دهلي لتسع خلون من شعبان سنة ثلاث وستين ومائتين وألف، وقرأ العلم على العلامة محمد
نواب بن سعد الله الخالصبوري وعلى والده، ثم أخذ الحديث والتفسير وغيرهما عن عم والده الشيخ
عبد الغني بن أبي سعيد العمري الدهلوي، وأخذ الطريقة عن جده الشيخ أحمد سعيد، وسافر معه إلى
الحرمين الشريفين سنة أربع وسبعين ومائتين وألف، ولما مات جده لازم أباه بالمدينة المنورة وأخذ
عنه، ولما مات والده قدم الهند وسكن برامبور، فأكرم وفادته نواب كلب علي خان الرامبوري،
ووظفه أربعمائة ربية شهرية فطابت له الإقامة بها، وأقام إلى مدة طويلة، ثم سافر إلى الحجاز وسكن
بالمدينة المنورة، لقيته برامبور.
وكان شيخاً صالحاً وقوراً عظيم المنزلة كبير الشأن، يدرس ويلقن الذكر على أصحابه صباحاً
وسماء، وله مصنفات عديدة، توفي في العاشر من شعبان سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة وألف.
مولانا محمد مكي الجونبوري
الشيخ العالم الصالح محمد مكي أبو الخير بن سخاوت علي العمري الجونبوري كان رابع أبناء
والده، ولد بمكة المباركة لإحدى عشرة بقين من جمادى الأولى سنة أربع وسبعين ومائتين وألف،
ولما توفي والده بمكة المشرفة قدم الهند مع والدته، وقرأ العلم على صنوه شبلي بن سخاوت علي
وعلى المولوي عبد الله الكوباوي ومولانا سعادت حسين البهاري، ثم قدم لكهنؤ وأخذ عن العلامة عبد
الحي بن عبد الحليم اللكهنوي، ثم دخل بلدتنا رائي بريلي وأخذ الطريقة عن سيدنا ضياء النبي بن
سعيد الدين البريلوي، وصحبه مدة، ثم رجع إلى بلدته وعكف على التدريس والتذكير، انتفع به كثير
من الناس.
مات سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة وألف ببلدة جونبور.
السيد محمد مهدي المصطفى آبادي
الشيخ الفاضل محمد مهدي بن نوروز علي الحسيني الشيعي المصطفى آبادي البريلوي أحد علماء
الشيعة وكبرائهم، ولد ونشأ بمصطفى آباد قرية جامعة من أعمال رائي بريلي ودخل لكهنؤ في صباه،
فقرأ العلم على السيد حامد حسين بن محمد قلي الموسوي الكنتوري ولازمه مدة، وأخذ الفنون الأدبية
على المفتي عباس بن علي التستري، وصحبه برهة من الدهر حتى برع في الإنشاء والشعر، وفاق
أقرانه في ذلك، وكان عباس يفتخر به ويقول إنه أصدق خل من بطانتي، وأوثق سهم في كنانتي،
انتهى، له الكواكب الدرية مجموع في الإنشاء والشعر.
ومن شعره قوله يرثي به شيخه المفتي عباس المتوفي سنة 1306 هـ:
قفا بديار دارسات بلاقع عفت من رياح عاصفات زعازع
طلول علوم أوحشتها يد الفنا وما غاب من آثارها غير راجع
تعفى العلوم بالخطوب فأصبحت قفار الديار خاويات المراتع
خوالد صماء بالإكام كما ترى أثافي سفعاً في فناء المرابع
لقد لعب الدهر المشت بأهلها فأظعنهم تباً له من مخادع
فقد ظعنوا عنها جميعاً وغادروا معالم من أقلامهم والأصابع
بذا اليوم قد صاروا رهين مقابر وبالأمس قد كانوا رؤس المجامع
فجعنا بقوم شيدوا دين ربهم وما قصروا في ذاك قيد الأكارع