كانت وفاته لسبع بقين من شعبان سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة وألف.

مولانا محمد شاه الحيدر آبادي

الشيخ العالم الفقيه محمد شاه القميصي القادري الحيدر آبادي أحد العلماء المشهورين، ولد ونشأ

بحيدر آباد، وقرأ العلم على مولانا محمد زمان الشاهجهانبوري وعلى غيره من العلماء، له أحسن

الذريعة للسد عن الأقوال الشنيعة صنفه في الرد على الفقه الأكبر للشيخ حسن الزمان محمد الحيدر

آبادي، وله تبيين كذب المفتري في نسب السيد البشتري في الرد على التحقيق الجلي في نسب الشيخ

عبد القادري الجيلي للمولوي حسن الزمان المذكور، وله ترجمة خير المواعظ بالفارسية في مجلدين.

مات بحيدر آباد سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة وألف.

الشيخ محمد طيب المكي

الشيخ الفاضل العلامة محمد طيب بن حمد صالح الكاتب المكي ثم الهندي الرامبوري، أحد العلماء

المبرزين في العلوم الأدبية والمعارف الحكمية، قرأ العلم على والده وعلى غيره من العلماء، وقدم

الهند في شبابه، فاشتغل مدة على مولانا إرشاد حسين العمري الرامبوري، ثم لازم العلامة عبد الحق

بن فضل حق الخير آبادي ببلدة رامبور وأخذ عنه العلوم الحكمية، ثم أخذ الحديث عن شيخنا المحدث

حسين بن محسن الأنصاري اليماني بمدينة بهوبال، ثم ولي التدريس في المدرسة العالية برامبور،

فدرس وأفاد بها مدة عمره وأقام بعض الوقت مدرساً في دار العلوم التابعة لندوة العلماء بلكهنؤ.

وكانت له يد بيضاء في العلوم الأدبية والمعارف الحكمية، وكان يحفظ جملة من أخبار العرب

وأنسابها وأشعارها لا يحفظها غيره، وكان سليم الطبع حاضر الذهن ذكياً يتوقد ذكاء غير أن فيه

شدة، وله إنصاف في العلم بحيث لا يصر على أمر إذا عرف الدليل على خلافه، بل يذعن للحجة

وينقاد للحق أينما كان.

له رياض الأدب، والنفحة الأجملية في الصلاة الفعلية، وكتاب الملاطفة في الرد على المولوي أحمد

رضا في التقليد، وكتاب الانتقاد على العلامة محمد محمود الشنقيطي التركزي في رده على عاكش

اليمني شارح لامية العرب للشنفري، وهذا الكتاب أدبي لطيف في بابه، وكتاب القبسة في الفنون

الخمسة: المعاني والبيان والبديع والعروض والقوافي، وكتاب المكالمة في اللغة الدارجة، وكتاب

الأحاجي الحامدية، وكتاب ما جرى من الفضول، وكتاب الحسن والأحسن، وكتاب في القراءة خلف

الإمام، وكتاب في معنى لا إله إلا الله، ورسالة في معنى أولي الأمر في قوله تعالى "أطيعوا الله

وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم" وله رسائل كثيرة في المعقول، وحواش على شرح السعد على

القطبية، وحواش على المفصل.

ومن شعره ما كتب إلى الشيخ محمد بن الحسين اليماني:

ماس الجبين والاجزعة الحدق أبهى من الورد لولا لؤلؤ العرق

ومزنة الريق في برق سحائبه من العقيق يحاكي العقد في نسق

والسحر مقلتها والشعر ريقتها والسيمياء لجفر دق عن خلق

وفضة الكف فيها القوس من ذهب كالشمس فيها هلال صيغ عن شفق

جاءت إلي وعيني قط ما نظرت شخصاً سواها ولم ترحل عن الأرق

في روضة وقفت أغصانها عجباً من ميلها واجتماع الصبح والغسق

فالقد يرقص بين البان من فرح والفرع يلثم خد الروض من شبق

بتنا وللراح حكم في جوانحنا وللعناق أياد طلن عن حدق

لمست ياقوت حق العاج من غصن وقلت للصدر داو الصدر من حرق

طور بواسطة نورين ميديا © 2015