المهاجر، ثم دخل حيدر آباد الدكن سنة ست

وثمانين ومائتين وألف، واختير عضواً من أعضاء العدلية، فاستقل بخدمته مدة، ثم ولي الإفتاء في

المحكمة العالية، فاستقل به مدة حياته.

وكان عالماً كبيراً، حريصاً على جمع الكتب النادرة، مديم الاشتغال بمطالعتها، له مصنفات، منها

كتابه التنبيه على التنزيه، في العقائد، وكتابه هداية الثقات إلى نصاب الزكاة، ونور الكريمتين في

رفع اليدين بين الخطبتين، وتشييد المباني في تخريج أحاديث مكتوبات الإمام الرباني، وتخريج

أحاديث الأطراف، والقول الجلي في معنى قدمي هذه على رقبة كل ولي كلها بالعربية، وله غير ذلك

من الرسائل بالفارسي والأردو.

توفي لعشر خلون من شعبان سنة أربع عشرة وثلاثمائة وألف بحيدر آباد.

مولانا محمد سعيد العظيم آبادي

الشيخ العالم المحدث محمد سعيد بن واعظ علي بن عمر دراز الجعفري الزينبي العظيم آبادي أحد

العلماء المشهورين، ولد لثلاث بقين من ذي القعدة سنة إحدى وثلاثين ومائتين وألف بعظيم آباد، وقرأ

المختصرات على والده وعلى المولوي مظهر علي والمولوي أبو الحسن المنطقي، ثم سافر إلى

كانبور ولازم دروس العلامة سلامة الله البدايوني وتخرج عليه، ثم أخذ الطريقة عن الشيخ نذر محمد

البلهوري أحد أصحاب السيد الإمام السيد أحمد الشهيد، ورجع إلى بلاده سنة خمس وخمسين ومائتين

وألف، ودرس بها مدة من الزمان، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار سنة اثنتين وستين

ومائتين وألف، وأسند الحديث عن السيد محمد بن علي الحسيني السنوسي الخطابي والشيخ عبد

الغني الدمياطي والسيد محمد العطوشي المدني والشيخ يعقوب بن محمد أفضل العمري الدهلوي

المهاجر.

وكان ذا سخاء وإيثار وحلم وتواضع يقرىء الطلبة ويقريهم، ويعطي الوارد والصادر، وكان يحترز

عن مجالسة الأغنياء وعن الغيبة والنميمة، وكان يدرس العلوم الأدبية والحكمية من الصباح إلى

الظهيرة، والمعارف الدينية من بعد الظهر إلى المساء، وأسس مدرسة عظيمة بعظيم آباد اشتهرت

بالسعيدية.

له مصنفات، منها قسطاس البلاغة ومقصد البلاغة، وشرح ميزان المنطق، وتحفة الإخوان في

المناظرة، وإشمام العطر في أحكام عيد الفطر وزاد الفقير في الحج متوكلاً على اللطيف الخبير،

والحلاوة العلية في الرد على من أحدث الحلو والرطب موجبة كلية، وله تعليقات على شرح كافية

ابن الحاجب للجامي وعلى حاشية غلام يحيى على الرسالة.

توفي لأربع خلون من شعبان سنة أربع وثلاثمائة وألف وله ثلاث وسبعون سنة، كما في الدر

المنثور.

مولانا محمد سعيد البنارسي

الشيخ العالم المحدث محمد سعيد البنارسي أحد العلماء المشهورين، كان أصله من قرية كنجاه في

بلاد بنجاب، واسم والده كهزك سنكه بن كاهن سنكه من الهنادك الوثنيين، ولد سنة أربع وسبعين

ومائتين وألف، فلما قارب سنة عشرين سنة وفقه الله بالإسلام، وكان بارعاً في الفنون الرياضية

عارفاً باللغة الفارسية وبهاكا، أشهر لغات أهل الهند، فسافر إلى ديوبند وقرأ النحو والعربية والفقه

وشيئاً من المنطق والحكمة على أساتذة المدرسة العربية، ثم سافر إلى دهلي وأخذ الحديث عن السيد

المحدث نذير حسين الحسيني الدهلوي، ثم لازم الشيخ عبد الله الغازيبوري وقرأ عليه ما بقي له من

الكتب الدرسية، وسافر معه إلى الحجاز فحج وزار وأسند الحديث عن الشيخ المعمر عباس بن عبد

الرحمن الشهابي اليماني، ثم رجع إلى الهند وسكن بمدينة بنارس، وأسس بها دار الطباعة سماها

الصديقية فأعانه نواب صديق حسن القنوجي ووظف له، فأنشأ مجلة شهرية سماها نصرة السنة،

لقيته ببلدة بنارس، ووجدته كثير الاشتغال بالمباحثة، ذا عناية تامة بالمسائل الخلافية، شديد النكير

على مخالفيه، له رسائل عديدة في هذا الباب.

توفي لإثنتي عشرة بقين من رمضان سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة وألف.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015