والتدريس والتذكير، وشرع في إلقاء

التفسير بكرة كل يوم في المسجد على طريق شيخه نذير حسين، حتى اشتهر ذكره وظهر فضله،

فأنشأ مجلة شهرية سماها إشاعة السنة وكان يبحث فيها عن مذاهب المبتدعة، ويرد على السيد أحمد

بن المتقي الدهلوي، وكذلك يرد على مرزا غلام أحمد القادياني، وكذلك يرد على عبد الله الجكزالوي،

ويرد على كل من يخالفه، فأفرط في ذلك وجاوز عن حد القصد والاعتدال، وشدد النكير على مقلدي

الأئمة الأربعة لا سيما الأحناف، وتعصب في ذلك تعصباً غير محمود، فثارت به الفتن، وازدادت

المخالفة بين الأحناف وأهل الحديث، ورجعت المناظرة إلى المكابرة والمجادلة بل المقاتلة.

ثم لما كبر سنه ورأى أن هذه المنازعة صارت سبباً لوهن الإسلام ورجع المسلمون إلى غاية من

النكبة والذلة رجع إلى ما هو أصلح لهم في هذه الحالة، وأما ما كان عليه من المعتقد والعمل فهو

على ما قال في بعض الرسائل، إن معتقده معتقد السلف الصالح مما ورد به الأخبار وجاء في صحاح

الأخبار، ولا يخرج عما عليه أهل السنة والجماعة، ومذهبه في الفروع مذهب أهل الحديث

المتمسكين بظواهر النصوص، وأما شغله في غالب الأوقات فهو عرض أقاويل العلماء على

النصوص الصحيحة، فقبول ما يوافقها، ورد ما يخالفها، وكتب هذه المباحث على هوامش متون

الصحاح كما علق أشياء على كتاب الصلاة والمغازي والتفسير من صحيح البخاري، والنصف الأول

من المشكاة، وكثيراً ما أفرد المسائل في الرسائل سماها باسم، أو تركها بلا علم ورسم، فمن المسميات

بالأسماء البرهان الساطع، المشروع في ذكر الاقتداء بالمخالفين في الفروع، ومنح الباري في ترجيح

صحيح البخاري، والبيان في رد البرهان، في مبحث الاجتهاد والتقليد، وهداية الرب لإباحة الضب،

والاقتصاد في بيان الاعتقاد، في صفات الباري جل مجده، والاقتصاد في حكم الشهادة والميلاد،

والمفاتيح في بحث التراويح، وكشف الأستار عن وجه الاظهار، وأما ما لم يسم باسم ولم يعلم بعلم

فهو أكثر من أن يذكر.

مات سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة وألف.

المولوي محمد حسين الطوكي

الشيخ العالم الفقيه محمد حسين بن عبد الله الحنفي الطوكي، كان من المشتغلين بالدرس والإفادة، قرأ

العلم على أخيه محمد يار والقاضي إمام الدين الحنفي الطوكي، ثم سافر إلى دهلي وأخذ عمن بها من

العلماء، ثم رجع وتصدر للتدريس، أخذ عنه غير واحد من العلماء، وكان متورعاً عفيفاً صدوقاً، متين

الديانة، مات ببلدة طوك.

المولوي محمد رشيد الكانبوري

الشيخ العالم الفقيه محمد رشيد بن عبد الغفار بن عالم علي الحنفي اللكهنوي ثم الكانبوري أحد

العلماء الصالحين، ولد ونشأ بكانبور، وقرأ العلم على والده وعلى مولانا أشرف علي العمري

التهانوي وعلى غيرهما من العلماء، ثم ولي التدريس بمدرسة جامع العلوم في كانبور، فدرس وأفاد

زماناً، ثم سار إلى كلكته وولي التدريس بالمدرسة العالية، فدرس بها سنتين ومات بها.

وكان صالحاً صدوقاً، ديناً ملازماً للخير والطاعات، لقيته غير مرة، وكان من أصدقائي، مات سنة

أربع وثلاثين وثلاثمائة وألف.

المفتي محمد سعيد المدراسي

الشيخ العالم المحدث المفتي محمد سعيد بن صبغة الله محمد غوث الشافعي المدراسي ثم الحيدر

آبادي أحد كبار العلماء، ولد بمدراس لثلاث خلون من جمادى الآخرة سنة سبع وأربعين ومائتين

وألف، وقرأ المختصرات على صنوه عبد الله، ثم لازم دروس القاضي ارتضا علي الكوباموي، وقرأ

عليه العلوم الحكمية، ثم تفقه على والده وأخذ عنه الحديث، وسافر إلى الحجاز فحج وزار، وأجازه

الشيخ محمد مظهر بن أحمد سعيد العمري الدهلوي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015