أحمد بن خيرات علي الحسيني الترمذي الكالبوي، أحد

السادة القادة، ولد ونشأ بكالبي، واشتغل بالعلم أياماً في بلدته، ثم دخل كانبور وقرأ على مولانا محمد

علي الحسيني الكانبوري وعلى غيره من العلماء، ثم سار إلى غازيبور وقرأ على مولانا محمد فاروق

العباسي الجرياكوثي، ثم سار إلى لاهور وتأدب على مولانا فيض الحسن السهارنبوري، ثم ولي

التدريس في المدرسة العربية سيهور من بلاد مالوه فأقام بها زماناً، ثم نقل إلى أجين فدرس بها مدة

عمره.

وكان فاضلاً أديباً شريف النفس حسن الأخلاق، صالح العقيدة والعمل، له قصائد غراء، منها ما

أنشدني في مدح النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

ماذا علي بدمع خالط العلقا أم ارتدى علقاً أو أليس الشفقا

هيجت طوفان إذا سحت له أجفان عيني والآماق والحدقا

اخترت حباً ولم أدرك عواقبه يا رب سهل ويسر كيف ما اتفقا

بئس الذي هو دون العشق مصطبر وبئس دون عزاء القلب من عشقا

قصدي لقاء سليمى قصد مفتقد عندي النوى وغراب البين قد نعقا

إلى عنى جزاها الله إذ نظرت ترمي بسهم أصاب القلب فانفلقا

لا الصدر لا القلب لا الأحشاء لا كبدي ما كان من لوعة الأشواق محترقا

يحكي الجحيم معاذ الله من خلدي ما دمت حياً فلي قد شاء مرتفقا

ما بال صب وكتم الحب مقصده أجفانه ذرفت والقلب قد خفقا

ماذا يفيد ملام الناس في رجل لم يترك الحب إلا روحه رمقا

تباً للائم صب لا يزال به حب النبي رسول الله ملتصقا

بدر سراج منير نير قمر قد نور الأرض والأفلاك والأفقا

أنور بوجهك يا من حسنه عجب كأن وجهك شمس ضوؤها شرقا

أمسى جبينك من آثار مكرمة برقاً بريقاً ضياء لؤلؤاً فلقا

نور الظلام ففي أنوار عزته إليه في الليل يمشي الطارق الطرقا

ما نمت شوقاً إلى أنوار عارضه خياله في عيوني ألزم الأرقا

ألفيت ارزي فاق رائحة في جسمه عرق ما أطيب العرقا

لو كان ربق الأعناق طاعته لكان أحسن مما زين العنقا

يعفو عن الناس من حلم ومن كرم عن الرقاب يفك الغل والربقا

ويكظم الغيظ عند الغيظ مرحمة ولا يقول سوى وحي إذا نطقا

للمؤمنين جناح الرفق يخفضه مثل الأب البر بالأولاد قد رفقا

روحي فداه ومن مالي ومن ولدي من جاءه خائفاً قد صانه ودقا

من جاءه مؤمناً بالذنب معترفا فلا يخاف به بخساً ولا رهقا

قد أصبح الفاخر الأثواب ملبسه وكان يلبس ثوباً واهناً خلقا

زينت مثل عروس كل أرملة كان الرداء عليها الصوف والخرقا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015