سمع منه أول البخاري من لفظه في أصله،
وهو يروي عن أبيه وعن الشي محمد عابد السندي، وكتب الإجازة بخطه، ومنهم الشيخ المعمر السيد
محمد المدني أجازه بجميع مروياته، وكتب له الإجازة بخطه، وهو يروى عن السيد السنوسي ثم
المكي وغيره، ومنهم الشيخ المعمر محمد أمين بن حسن البوسنوي المدني، وهو عمر طويلاً وأدرك
المشايخ الأجلاء، منهم الشيخ عمر المكي وأبوه الشيخ حسن البوسنوي، أسند له حديثاً من الصحيح
لمسلم من طريق عن الشيخ صالح الفلالي بسنده المتصل إلى الإمام مسلم، ومنه إلى النبي صلى الله
عليه وسلم، وجل روايته عن أهل المدينة، وأجاز له بذلك السند جميع الصحيح لمسلم، ثم أجازه
بجميع مروياته عن جميع مشايخه، ومنهم السيد أحمد بن المهدي الحسني المغربي نزيل مكة، وهو
يروى عن مشايخ أجلة، منهم السيد محمد المغربي المكي عن الشيخ أحمد بن إدريس المغربي المكي
وغيره من المشايخ، وأجازه وصافحه، ومنهم السيد محبوب علي الجعفري الدهلوي، سمع منه
الحديث المسلسل بالأولية بشرطه، وكذا المسلسل بسورة الصف، وكذا الأربعين المروية عن أهل
البيت عليهم السلام من لفظه، وأجازه إجازة عامة، وكتبها له بخطه، ومنهم الشيخ يعقوب بن محمد
أفضل الدهلوي برواية كتاب الانتباه في سلاسل أولياء الله، ولكنه توفي قبل أن يرتحل إلى مكة، فلم
يحصل له منه لقاء ولا سماع، ومنهم الشيخ عبد الغني ابن أبي سعيد العمري الدهلوي المهاجر، سمع
منه وأجازه إجازة عامة، ومنهم الشيخ سخاوة علي العمري الجونبوري، أجازه بمروياته إجازة عامة،
وأجازه برواية القويم من مصنفاته خاصة، ولعله منفرد برواية هذا الكتاب عن مصنفه لا يشاركه فيه
أحد.
وكان عالماً كبيراً، بارعاً في الحديث، يعمل ويعتقد بالنصوص الظاهرة من الكتاب والسنة، وكان
شديد التعصب على مخالفيه، طويل اللسان على الأحناف، عفيفاً ديناً، صالح العمل، سافر إلى الحجاز
مرتين، مرة سنة سبع وثمانين، ومرة أخرى في سنة خمس وتسعين ومائتين وألف، وولي القضاء
ببلدة بهوبال، فاستقل به مدة من الزمان، سمعت منه المسلسل بالأولية بشرطه في مدينة لكهنؤ،
وناولني بلوغ المرام، وكتب لي بالإجازة، له مصنفات.
توفي يوم الثلاثاء لثلاث عشرة خلون من جمادى الآخرة سنة عشرين وثلاثمائة وألف وله نحو سبع
وستين سنة.
الشيخ محمد بن عبد الله الجوناكدهي
الشيخ العالم الصالح محمد بن عبد الله الجوناكدهي ثم السورتي، أحد الأفاضل المشهورين بكجرات،
قرأ العلم على الشيخ سليمان الجوناكدهي، وأقام ببلدة يعظ ويدرس، ثم هاجر منها لأسباب تطاولت
من شقاق الناس وعداوتهم وضيق ذات اليد إلى سورت سنة سبع عشرة وثلاثمائة وألف، فأقام
بسكرامبوره، وطابت له الإقامة به حتى انتقل بجميع متاعه وبيته، قرأ عليه الشيخ محمد بن يوسف
السورتي والشيخ عبد الكريم البنارسي وخلق آخرون.
وسمعت الشيخ محمد بن يوسف السورتي يقول إنه كان سلفي العقيدة، ولم يكن في العلم بمرتبة
عالية، بل كان قليل العلم بالحديث وغيره، ولم يكن عارفاً بالأصول والعربية.
توفي سنة اثنتين وعشرين أو ثلاث وعشرين وثلاثمائة وألف.
الشيخ محمد بن عيسى البكنوي
الشيخ العالم المحدث محمد بن عيسى الكورني البكنوي، أحد العلماء الصالحين، ولد في سنة خمس
وستين ومائتين وألف بقرية كيكي من أعمال حافظ آباد، وانتقل مع والده إلى جهانيا ثم إلى بكنه -
بضم الموحدة - فأقام بها ما شاء الله، وشرع على جده الاشتغال بالعلم، وحفظ القرآن، وحفظ أبواب
الصرف بتعليلاتها في عدة أيام، حتى فرغ عن رسائل النحو والصرف ومتون الفقه، وشرع كافي ابن
الحاجب وفتح الرحمن، وكان أحرص الغلمان على اللهو واللعب، فذهب به جده إلى قلعة مهياسنكه
وفوضه إلى أستاذه الشيخ غلام رسول القلعوي، فلبث عنده ثلاث سنين وقرأ عليه شرح الشمسية مع
حاشيته للسيد