والعفاف، مقتدياً بأساتذته وسلفه، بايع الشيخ الأجل إمداد الله المهاجر المكي وحصلت له الإجازة منه،

كثير الدرس والإفادة.

مات لسبع بقين من جمادى الآخرة سنة سبع وستين وثلاثمائة وألف بأمروهه، ودفن بجوار شيخه

العلامة أحمد حسن الأمروهي في المسجد الجامع بأمروهه.

مولانا عبد الرحمن الكثهوي

الشيخ العالم الصالح عبد الرحمن بن فتح الدين بن عبد الله الكثهوي، أحد العلماء المشهورين، حفظ

القرآن وقرأ العلم على الشيخ عبد الله الجكزالوي، والشيخ نظام الدين البهكوازوي، والمولوي محمد

إسحاق الرامبوري، وأخذ الحديث عن الشيخ عبد المنان الضرير الوزير آبادي، ثم أسند عن السيد

نذير حسين الدهلوي المحدث، كما في تطييب الإخوان.

وإني سمعت الشيخ محمد بن يوسف السورتي يقول: إنه عالم بالحديث والنحو، وله معرفة بالأدب،

وله مسائل في النحو وأمثاله، يقلد فيها بعض المتقدمين، كمثل ما يقول في أبي هريرة وأبي بكرة إنه

ينصرف جزءه الأخير، وله ولبعض تلامذته فيه رسائل، منها إزاحة الحيرة في صرف أبي هريرة،

قال: وقد كتبت في ذلك كتاباً حافلاً سميته حسام الكلام على صارفي أبي هريرة وأشباهه من الأعلام،

ضمنته خلاصة كلام الأئمة النحويين واللغويين، وبينت لغط المخالفين، قال: وهذا الرجل مع ورع

فيه مبتلي بوسواس، فتراه يغتسل مرات ويتوضأ مراراً، وربما فاتته الجماعة وهو يتوضأ قبلها

بنصف ساعة، انتهى.

الشيخ عبد الرحمن الباني بتي

المعروف بقارىء عبد الرحمن الباني بتي

الشيخ العالم الفقيه المجود عبد الرحمن بن محمد الأنصاري الباني بتي، المشهور بالقارىء، كان

أفضل عصره في الفقه وأعرفهم بطرقه، أخذ القراءة والتجويد عن السيد إمام الدين الأمروهي، وقرأ

عليه الشاطبي والمشكاة، والطريقة المحمدية والفرائض، وأخذ عنه السبعة، وقرأ على والده الرسائل

المختصرة في النحو والعربية، وقرأ شيئاً منها على العلامة رشيد الدين الدهلوي، وقرأ شرح العقائد

للتفتازاني مع حاشيته للفاضل الخيالي على السيد محمد الدهلوي، وقرأ سائر الكتب الدرسية من

المعقول والمنقول على مولانا مملوك العلي النانوتوي، ثم لازم دروس الشيخ المحدث أبي سليمان

إسحاق بن محمد أفضل الدهلوي سبط الشيخ عبد العزيز بن ولي الله، وخصه الشيخ بأنظار العناية

والقبول حتى صار صاحب سره، وتأهل للإفتاء والتدريس، ودخل باندا بلدة مشهورة من أرض

بنديلكهند، فوظف له نواب ذو الفقار الدولة أمير تلك الناحية، فأقام بها إلى سنة ثلاث وسبعين، ثم

رجع إلى بلدته واعتزل بها عاكفاً على الدرس والإفادة وانتهت إليه رئاسة المذهب الحنفي.

وكان ورعاً تقياً، قانعاً فصيحاً، مستحضر الفروع للمذهب مع الخبرة التامة بالفقه والأصول، صارفاً

جميع أوقاته بخدمة القرآن والحديث، عم نفعه لأهل العلم، ما من عالم من علماء الحنفية في عصره

إلا أخذ عنه، رحلت سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة وألف وسمعت المسلسل بالأولية منه، وقرأت عليه

أوليات الشيخ محمد سعيد سنبل في نسخة عليه خاتم الشيخ المحدث إسحاق بن محمد أفضل الدهلوي،

فأجازني بجميع مروياته من مقروءاته ومسموعاته إجازة عامة تامة، ودعا لي بالبركة - نفعنا الله

ببركاته - آمين.

وله رسائل في الخلاف والمذهب، توفي بخمس ليال خلون من ربيع الثاني سنة أربع عشرة

وثلاثمائة وألف بباني بت.

المولوي عبد الرحمن السلهثي

الشيخ العالم الفقيه عبد الرحمن بن محمد إدريس بن محمد محمود بن محمد كليم العمري الحنفي

السلهثي، أحد العلماء المشهورين بأرض بنكاله، ولد ونشأ ببلدة سلهث - بكسر السين المهملة وسكون

اللام بعدها تاء عجمية - قرأ العلم على صنوه الكبير عبد القادر، ثم تصدر للتصنيف والتدريس.

ومن مصنفاته أحسن العقائد - رسالة بالأردو، وسيف الأبرار المسلول علي الفجار - رسالة

بالفارسية، وهي في الرد على ثبوت الحق الحقيق، أثبت فيها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015