ومن شعره الرقيق الرائق، وهو يصف الشمس عند مغيبها:
كأنما الشفق الممتد في الأفق خمر معتقة شجت لمغتبق
خمر يعتقها أعلى همالية شجت بماء غمام هامر غدق
كف الطبيعة تسقي الناس أكؤسها ويل لمن هذه الصهباء لم يذق
تحسو القلوب حمياها إذا نظرت إلى السماء بأقداح من الحدق
والطير تشربها حيناً تروح إلى أوكارها صافرات السجع في حلق
والريح سائرة في روضة أنف تهدي السرور إلى حوباه منتشق
دن من القهوة الصهباء في الأفق والكأس تطفو به لا الشمس في الشفق
بلى أنه برقع قان له شية والشمس وجه حبيب بالحجاب يقي
بل إنما الشمس للصواغ بوتقة قد ذاب عسجدها وانثج في طرق
بل إنما الشمس من أعمارنا قتلت يوماً فسال دم جار من العنق
فذلك الشفق المحمر من دمه وقبره ليله المستور بالغسق
ومن شعره وهو يذكر الرضا بالقضاء:
يا أيها الناس ما دمتم على الأرض لا تخلصون من الإبرام والنقض
فإن ما قدر الرحمن قاضيكم من شدة ورخاء كله يمضي
ويقول وهو يحث الصبر على المكاره.
لا تغتر بسرور ذاهب فان ولاتهم بهم نفس إنسان
فبعد ما أكل الإنسان أكلته حلو الضريب ومر الصبر سيان
ويذكر معنى الموت فيقول:
إن الحياة كتاب وهو متسق وكل يومك من أيامها ورق
لا الموت معناه إلا أن تفرقه الريح فتنتشر الأوراق تفترق
وينكر على خشية الموت ويقول:
حتام تخشى المنايا فهي آتية وينفد الموت أعداداً من النفس
إن الحياة ثياب والردى دنس حتى متى تتقي الأثواب من دنس
كانت وفاته في الرابع عشر من ربيع الأول سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة وألف في كراتشي وشيعت
جنازته بجمع حافل من العلماء والأعيان ودفن قريباً من ضريح العلامة شبير أحمد العثماني.
مولانا سليمان بن داود البهلواروي
الشيخ العالم الصالح سليمان بن داود بن وعظ الله بن محبوب بن بير نذر ابن فتح محمد البهلواروي
أحد المشايخ المشهورين، أصله من قرية كهكته قرية من أعمال سارن، ولد لعشر خلون من محرم
سنة ست وسبعين ومائتين وألف ببهلواري في بيت جده لأمه الشيخ اصطفا بن وعد الله بن سعد الله
العمري، ونشأ في خؤولته، واشتغل بالعلم أياماً على أساتذة بلدته، ثم سافر إلى لكهنؤ وقرأ على
العلامة عبد الحي بن عبد الحليم اللكهنوي، ثم سافر إلى دهلي وأخذ الحديث عن الشيخ المحدث نذير
حسين الدهلوي، وأسند عن الشيخ أحمد علي الحنفي السهارنبوري أيضاً، وأخذ الطريقة عن صهره
الشيخ علي حبيب الجعفري البهلواروي وسافر إلى كنج مراد آباد، واستفاد من بركة شيخنا فضل
الرحمن بن أهل الله البكري المراد آبادي وصحبه وأسند عنه وسافر إلى الحجاز فحج وزار، وأدرك
مشايخ عصره في