أمثالهم في هذا العصر في الاستقامة على الدين،
واتباع الشريعة الغراء، ونشر العلم النافع، وإحياء السنن وإصلاح المسلمين، ونفع بهم خلائق لا
تحصى بحد وعد.
كان الشيخ معتدل القامة، متناسب الأعضاء، صدعاً في الجسم، عريض الجبهة، أزهر الجبين، أزج
الحاجبين، أنجل العينين في حياء، مستوى الأنف في شمم، كث اللحية، عريض ما بين المنكبين، له
صوت عال في رفق ووضوح، دائم البشر، فصيح اللسان، جميل اللحن، وكان غاية في ذكاء الحس،
ودقة الشعور، مقتصداً في حياته متوسطاً بين الإفراط والتفريط، يحب النظافة والأناقة، طارحاً
للتكلف، قد أرسل النفس على سجيتها.
ومن كبار خلفائه الشيخ خليل أحمد السهارنفوري والشيخ محمود حسن الديوبندي والشيخ عبد الرحيم
الرئي بوري والشيخ حسين أحمد الفيض آبادي، ومن أشهر تلاميذه الشيخ محمد يحيى الكاندهلوي
والشيخ ماجد علي المانوي والشيخ حسين علي ألواني وآخرون.
له مصنفات مختصرة قليلة، منها تصفية القلوب، وإمداد السلوك وهداية الشيعة، وزبدة المناسك
وهداية المعتدي، وسبيل الرشاد، والبراهين القاطعة في الرد على الأنوار الساطعة، للمولوي عبد
السميع الرامفوري طبع باسم الشيخ خليل أحمد السهارنفوري، وبعض رسائل في المسائل الخلافية
والرد على البدع، وقد جمع بعض أصحابه رسائله في مجموعة، وجمعت فتاواه في ثلاثة مجلدات.
وقد جمع تلميذه النجيب الشيخ محمد يحيى بن إسماعيل الكاندهلوي ما أفاد به في درسه لجامع
الترمذي، وطبع باسم الكوكب الدري ودون ما أفاده في درس الجامع الصحيح، ونشره الشيخ محمد
زكريا بن الشيخ محمد يحيى الكاندهلوي مع تعليقاته، وسماه لامع الدراري.
وإني لقيته سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة وألف ببلدة كنكوه وسمعت عنه المسلسل بالأولية وإنه أجازني
ودعا لي بالبركة.
كانت وفاته يوم الجمعة بعد الأذان لثمان خلون من جمادى الآخرة سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة
وألف.
مولانا رضا علي البنارسي
الشيخ العالم الفقيه رضا علي بن سخاوت علي بن إبراهيم بن عمر الحنفي البنارسي أحد العلماء
الصالحين، ولد لست عشرة خلون من صفر سنة ست وأربعين ومائتين وألف، وقرأ العلم على أساتذة
عصره، وحصل له الفراغ من تحصيل العلوم المتعارفة سنة اثنتين وستين ومائتين وألف، وسافر
للحج سنة خمس وسبعين ومائتين وألف، فحج وزار وأخذ الطريقة عن الشيخ أحمد سعيد بن أبي
سعيد العمري الدهلوي المهاجر إلى المدينة المنورة، ثم رجع إلى الهند، واشتغل بالتدريس والتذكير،
وانتهت إليه رئاسة الفتيا ببلدته.
له مصنفات، منها مظاهر الحق في إثبات عمل المولد والقيام ورغائب الألباب رسالة له في القراءة،
وله مجموع في المسائل الفقهية.
توفي لتسع بقين من شعبان سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة وألف بمدينة بنارس.
حكيم رضى الدين الدهلوي
الشيخ الفاضل رضى الدين بن ظهير الدين بن غلام نجف العمري البدايوني ثم الدهلوي أحد
الأفاضل المشهورين في الصناعة الطبية، ولد ونشأ بدهلي، وقرأ العلم على المولوي بركات أحمد
الطوكي وعلى غيره من العلماء، ثم اشتغل بمداواة الناس وتدريس الكتب الطبية، وكان بيته بيت
العلم والحكمة منذ مدة طويلة فصار المرجع والمقصد في الصناعة، ولقبته الدولة الإنكليزية شفاء
الملك، ثم خان بهادر.
مات لسبع خلون من ذي الحجة سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة وألف بدهلي.
مولانا رفيع الدين البهاري
الشيخ العالم المحدث رفيع الدين بن بهادر علي بن نعمة علي الصديقي الشكرانوي البهاري أحد
العلماء المشهورين.