عظيم وترجم عدداً كبيراً من الكتب، منها أصول الهندسة، وكتاب في الجبر
والمقابلة، وحساب الكليات، وله غير ذلك من المؤلفات والتراجم.
مات سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة وألف بدهلي.
مولانا ذو الفقار أحمد المالوي
الشيخ الفاضل الكبر ذو الفقار أحمد بن همت علي بن شاه ولي بن شاه عالم الحسيني النقوي
السارنكبوري ثم البهوبالي المالوي أحد كبار العلماء.
ولد لثمان بقين من صفر سنة اثنتين وستين ومائتين وألف بمدينة بهوبال، وقرأ العلم على المولوي
عبد الله، والمولوي جان محمد، والمفتي أحمد كل، والحكيم معز الدين، وشيخنا العلامة عبد الحق بن
محمد أعظم الكابلي، وشيخنا وبركتنا حسين بن محسن السبعي الأنصاري، والشيخ المحدث عبد
القيوم بن عبد الحي الصديقي البرهانوي وعلى غيرهم من العلماء في بهوبال ووفق للحج والزيارة
مرتين، وأدرك كبار المشايخ بمكة المباركة، وأخذ عنهم كالشيخ المهاجر يعقوب بن محمد أفضل
العمري الدهلوي، والشيخ محمد بن عبد الرحمن الأنصاري السهارنبوري، والسيد شريف محمد بن
ناصر الحازمي - والسيد أحمد بن زيني دحلان الشافعي المكي، فبلغ من العلم والكمال مبلغ الرجال
- وقربه نواب صديق حسن القنوجي إلى نفسه - وأدناه وأهله بالعناية والقبول - وكان يحبه حباً
مفرطاً.
وله مصنفات، منها المبتكر في المؤنث والمذكر، كتاب أجمع ما في الباب، وطي الفراسخ في منازل
البرازخ، والروض الممطر في تراجم علماء شرح الصدور، ومحاسن المحسنين في حكايات
الصالحين.
وله أبيات رقيقة رائقة بالعربية، منها قوله في دار بناها ملكة بهوبال:
لله دار ما أجل بناءها أكرم بها من منزل معطار
تلك القناديل التي فيها ترى شهب السماء تلوح للأنظار
منها نفائس ما رأت عين ولا سمعت بها أذن مدى الأعصار
وله:
رقع وما ربع منازل عشرة ناد وما ناد معاهد عزة
لا زال في عيش رغيد من بنى ونباهة وسخاوة وكرامة
مات لتسع بقين من محرم سنة أربعين وثلاثمائة وألف، ببلدة بهوبال.
مولانا ذو الفقار علي الديوبندي
الشيخ الفاضل ذو الفقار علي بن فتح علي الحنفي الديوبندي أحد العلماء المشهورين في الفنون
الأدبية.
ولد ونشأ بديوبند، وسافر للعلم إلى دهلي، فقرأ الكتب الدرسية على مولانا مملوك العلي النانوتوي
والمفتي صدر الدين الدهلوي، ولازمهما ملازمة طويلة، حتى برع وفاق أقرانه في المعاني والبيان
والنحو وقرض الشعر، وقلد تفتيش المدارس الابتدائية من تلقاء الحكومة، فاستمر على ذلك سنين
وأحيل إلى المعاش، لقيته بديوبند فوجدته حبراً ماهراً بالفنون الأدبية بين الكهولة والشيخوخة.
ومن مصنفاته شرح ديوان الحماسة، وشرح ديوان المتنبي، وشرح السبع المعلقات وكتاب في
البلاغة، كلها بالأردو، وله غير ذلك من المصنفات، ومن شعره قوله من قصيدة يمدح بها السلطان
عبد الحميد الثاني ملك الدولة العثمانية:
يا قاسي القلب يا من لج في عذلي إليك عني فإني عنك في شغل
وكيف تعرف حال المستهام أيا من لم تصبه سهام الأعين النجل
نام الخليون في خفض وفي دعة وقد أرقت بدمع سائل همل