ولد لأربع خلون من محرم سنة ست وأربعين ومائتين وألف في ميرله حيث كان والده صدر

الصدور، وقرأ عليه الكتب الابتدائية المتداولة، ومات أبوه وله خمس عشرة سنة من العمر، فقرأ

الأدب على المولوي بركة علي السني والمفتي محمد عباس اللكهنوي، والعلوم العقلية على السيد

مرتضى بن المولوي سيد محمد، وكتب العلوم الشرعية على السيد محمد بن دلدار علي وعلى السيد

حسين، وكان أكثر أخذه ودراسته عن الأخير، واشتغل بعد التحصيل بترتيب مؤلفات والده

وتصحيحها ومقابلتها بالأصول، وبدأ بتأليف استقصاء الإفحام في الرد على منتهى الكلام للشيخ حيدر

علي الفيض آبادي، وأكمل شوارق النصوص، وسافر في سنة اثنتين وثمانين ومائتين وألف للحج

والزيارة، واقتبس من الكتب النادرة في الحرمين ورجع إلى الهند، وانصرف إلى المطالعة والتأليف

واقتناص الكتب النادرة وكثير منها بخط مؤلفيها من كل مكان وبكل طريق، وأنفق عليها الأموال

الطائلة، حتى اجتمع عنده عشرة آلاف من الكتب، منها ما جلبت من مصر والشام والبلاد البعيدة،

وكان بارعاً في الكلام والجدل، واسع الاطلاع كثير المطالعة، سائل القلم سريع التأليف، وقد أضنى

نفسه في الكتابة والتأليف حتى اعترته الأمراض الكثيرة وضعفت قواه، وكان جل اشتغاله بالرد على

أهل السنة ومؤلفات علمائهم وأئمتهم، كالشيخ الإمام ولي الله الدهلوي وابنه الشيخ عبد العزيز والشيخ

حيدر علي الفيض آبادي وغيرهم.

ومن مؤلفاته استقصاء الإفحام في مجلدين ضخمين، وعبقات الأنوار في ثلاثين جزءاً، وشوارق

النصوص في خمسة أجزاء، وكشف المعضلات في حل المشكلات، وكتاب النجم الثاقب في مسألة

الحاجب في الفقه، والدرر السنية في المكاتب والمنشئات العربية، وله غير ذلك من المؤلفات.

مات في الثامن عشر من صفر سنة ست وثلاثمائة وألف في لكهنؤ، ودفن في حسينية العلامة السيد

دلدار علي المجتهد.

الشيخ حبيب أحمد الدهلوي.

الشيخ الفاضل حبيب أحمد بن حسن علي بن غلام حسين بن محمد أشرف الحنفي الدهلوي أحد

العلماء الصالحين، ولد بدهلي سنة سبعين ومائتين وألف، وقرأ العلم على المفتي عبد الله بن صابر

علي الطوكي وشيخنا السيد أحمد الدهلوي وعلى غيرهما من العلماء، ثم ولي التدريس بالمدرسة الفتح

بورية بدهلي، وهو اليوم مشتغل بالدرس والإفادة.

الشيخ حبيب حيدر الكاكوروي

الشيخ العالم الصالح حبيب حيدر بن علي أنور بن علي أكبر بن حيدر علي ابن تراب علي العلوي

الحنفي الكاكوروي، أحد المشايخ القلندرية، ولد بكاكوري في السابع عشر من شوال سنة تسع

وتسعين ومائتين وألف، ونشأ في مهد العلم والمشيخة، وقرأ على أبيه ولازمه ملازمة طويلة، وتولى

الشياخة بعده لست خلون من محرم سنة أربع وعشرين وثلاثمائة وألف، لقيته بكاكوري فوجدته

فاضلاً، كريماً صالحاً، مديم الاشتغال بمطالعة الكتب والمذاكرة، والتصنيف والتدريس.

وكان متناسب الأعضاء، قوي الجسم، لونه بين السمرة والبياض، ربع القامة، واسع الجبين، واسع

العينين، أقنى الأنف، يحلق رأسه، ويواظب على الرياضة البدنية، له من المصنفات: الكلمة الباقية

في الأسانيد والمسلسلات العالية، وتنوير الهياكل بذكر إسناد الأوراد والسلاسل - كلاهما بالعربية،

والإيضاح تتمة الانتصاح بذكر أهل الصلاح للشيخ علي أنور، وله غير ذلك.

توف في السابع عشر من ربيع الأول سنة أربع وخمسين وثلاثمائة وألف، ذكره أخوه الشيخ تقي

حيدر في النفحات العنبرية، وصنف أخوه الأصغر الشيخ علي حيدر رسالة بسيطة سماها الفكر

الغريب بذكر الحبيب في جزءين.

مولانا حبيب الرحمن السهارنبوري

الشيخ الفاضل حبيب الرحمن بن أحمد علي بن لطف الله الحنفي الماتريدي السهارنبوري أحد

الفقهاء المشهورين، ولد ونشأ بسهارنبور، وقرأ على

طور بواسطة نورين ميديا © 2015