أطيب لنشره نفساً ونفساً فأروى من رويات الكبار
أتابعهم ويمليني دموعي حديثي من شيوخي لأذكار
أجلهم وأبجلهم مقاماً أبو مسعودهم جبل الوقار
لقد فرع الورى عملاً وعلماً مكارم ساعدت كرم النجار
إمام قدوة عدل أمين ونور مستبين كالنهار
فقيه حافظ علم شهير كصبح مستنير هدى سار
إليه المنتهى حفظاً وفقهاً وأضحى في الرواية كالمدار
ففي التحديث رحلة كل راو وفي الأخبار عمدة كل قاري
فقيه النفس مجتهد مطاع وكوثر علمه بالخير جاري
وأحى سنة كانت أميتت وإذ وضح النهار فلا تماري
وأصبح في الورى صدراً وبدراً منيراً وارياً حلك التواري
وأصبح مفرداً علماً رفيعاً كرفع المفرد العلم المنار
وآية رحمة فضلاً وفيضاً عباباً مستطاباً للقواري
وغرة دهره علماً وديناً طراز زمانه مثل النضار
يقوم لشكره آثاره في مدارس أو مساجد كالدراري
متى ما جاد جود قام شكراً له العزمات من باد وقار
وأما فضله ذوقاً وحالاً ففرد فيه لا أحد يجاري
علو مقامه قدماً وسبقاً فلا من طائر فيه مطار
فضيل زمانه ورعاً وزهداً وحاتم عصره عند امتيار
كان جبينه بدر مبين تهلل نوره عند الزوار
وهمته كصبح مستطير أو الغيث المغيث لدى انتظار
لقد نفع الورى شرقاً وغرباً وأشرق نوره عند اعتكار
وزحزح عن حريم الحق نكراً فحصحص في البسيط على الجهار
ودار مع استقامته مداراً أصيل الأصل محمر الزمار
فرحمة ربه أبداً عليه وطاب ثراه من رضوان باري
القاضي أنور علي اللكهنوي
الشيخ الفاضل الكبير القاضي أنور علي الحسيني الحنفي اللكهنوي أحد كبار الأفاضل، قرأ العلم
على مولانا تراب علي اللكهنوي، وعلى غيره من العلماء، ثم أخذ الصناعة الطبية عن الحكيم مسيح
الدولة حسن علي خان اللكهنوي، وتصدر للتدريس بمدينة لكهنؤ، أخذ عنه خلق كثير من العلماء، ثم
سافر إلى جونبور، فولي التدريس في المدرسة الإمامية الحنفية، فدرس بها زماناً، ثم راح إلى
بهوبال، فولي القضاء بها، وإني لقيته ببلدة بهوبال في أيام الطلب والتحصيل، وبعد مدة يسيرة سافر
إلى الحرمين الشريفين فحج وزار، ورجع إلى بلدته واعتزل بها.
وله مصنفات عديدة، أشهرها أنوار الحواشي، وهي حاشية على شرح الموجز المشهور بالنفيسي،
والتبيان حاشية على أوقات البحران، وضوء السراج حاشية على السراجية في المواريث، وله
تعليقات على أكثر الكتب