السّلطان / نهبوا أتباعه وسجنوهم، وسلّم الله الشّيخ فأقام زمنا مشتغلا بالعلم، فلمّا ظهر خبره (?) إعتقده أهل الخير وعرّفوا السّلطان أنّه من الصّالحين، ولم يكن قصده في بلده إلاّ الذّبّ عن المسلمين بالعلم والجهاد على سنّة المصطفى صلّى الله عليه وسلّم فلمّا تحقّق السّلطان الأمر علم أنّ السّاعي كان حاسدا وعفا عن الشّيخ وأمره بالرّجوع لوطنه، وإظهار السّنّة وقمع البدعة، وإن عارضه معارض كاتب السّلطان بذلك، فرجع لوطنه محبورا مسرورا، فبذل جهده في نفع الخلق بقدر الإستطاعة، فكثرت أتباعه وشاع وانتشر فضله، فنصر الدّين ونصره الله وثبت قدمه وجاهد في الله حقّ جهاده فهداه الله لسبل الخيرات {إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ (وَيُثَبِّتْ أَقْدامَكُمْ)} (?) {وَالَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا} (?).

وكان - رحمه الله - زاهدا في جميع المناصب لقول القطب الشيرازي (?):

«المناصب مصائب والولايات بليّات».

وهو - رحمه الله تعالى - صاحب وقت القرن الثاني عشر بوطن صفاقس، فأحبى الله به رسوم العلم بهذا الوطن بعد اندراسها، وأظهر على يديه التّعاليم بعد انطماسها، فتفقّه به جملة خلائق من جميع الأوطان (?) كالشّيخ سيدي محمد إبن المؤدّب الشّرفي، والشّيخ أبي الحسن علي التميمي شهر المؤخّر (?)، والشّيخ أبي عبد الله محمد المكّي، والشّيخ أبي الحسن سيدي علي بن خليفة (?) المساكني (والشّيخ أبي عبد الله محمّد الغراب والشّيخ أبي علي / حسين الشرفي) (?)، والشّيخ أبي عبد الله السيالة (?)،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015