ومن أعيان فضلاء صفاقس الشّيخ الإمام البرهان إبراهيم بن محمّد الشهير بالصّفاقسي (?) نزيل مصر، صاحب إعراب القرآن المشهور (?) به. كان - رحمه الله - غاية في علوم التّفسير والعربيّة، أخذ عن أبي حيّان (ومن في طبقته. وما في كتابه مختصرا من ذكر أبي حيان) (?). قال الجلال السيوطي في حواشي البيضاوي: أكثر الإمام أبو حيّان في بحره من مناقشة الزّمخشري في الإعراب ومجادلته بالاضراب، وتلاه تلميذاه الشّهاب أحمد بن يوسف الحلبي المشهور بالسّمين، والبرهان إبراهيم بن محمّد الصّفاقسي في إعرابيهما، ثمّ قد يوافقانه وقد يتبعانه بالجواب ويقرّران الذي قاله الزّمخشري هو الصّواب اهـ.
ولم نقف على تعيين سنة وفاته / ويؤخذ تقريبها من سنة وفاة أبي حيّان، وكانت سنة خمس وأربعين وسبعمائة (?)، فهو من أهل القرن الثّامن (?).
ومن أعيان فضلاء صفاقس ومشاهيرهم شيخ الطّريقة والحقيقة، العارف بالله تعالى، الشّيخ الصّالح سيدي علي الكرّاي بن ميمون الوفائي (?) المشهور بأبي بغيلة.
ولمّا كان الشّيخ - رحمه الله - منسوبا للسّادة الوفائية فلا بدّ من ذكر أصل هذا النّسب ومآثره الكريمة ليعلم مقام هذا الشّيخ ورتبته.