ومن أعيان فقهاء صفاقس الإمام العالم العلاّمة أبو عبد الله محمّد بن أحمد الأنصاري شهر الصّفّار، كان - رحمه الله - فقيها محدّثا إختصر إكمال (?) القاضي عياض، وتولّى خطابة الجامع الأعظم بصفاقس، ومقامه مشهور (?)، وأنواره ظاهرة، وكراماته باهرة.
قال الشّيخ العمدة المقري أبو عبد الله محمّد الصّنهاجي في شرحه لنظم الخراز (?):
قدمنا إلى صفاقس - أدامها الله للمسلمين بالنّصر والتّمكين - لثلاث بقين من شهر ربيع الثّاني من شهور سنة خمس وعشرين وثمانمائة (?) فلقينا بها الشّيخ الصّالح سيدي أبا عبد الله محمّد الصّفّار، وكنت أحضر مجلسه وأغتنم بركاته / ويحضر مجلسه من إخوان صالحين واخيناهم (?) ونظّمنا الشّيخ معهم في سلك، واجتمعت فيه أيضا مع الشّيخ الخيّر الدّيّن الصّالح سيدي يحيى المصنّف، وأطعمني بيده ودعا لي، جزاهم الله بالجنّة. وفي أثناء الإقامة طلبني الطّالب الخيّر الدّيّن المجتهد المعلّم لأولاد المسلمين سيدي أبو العبّاس أحمد بن علي بن خروف تقرير هذا الرّجز فأخذنا في بسطه اه.
وقبر الشّيخ الصّفّار ظاهر مزار خارج البلد، وهو أوّل تربة تلاقي الخارج من باب البلد وليس عليه قبّة بل بيت مسطّح (?) ولم نقف على تعيين سنة وفاته، ويؤخذ ممّا ذكره الصنهاجي أنّه من أوّل القرن التّاسع.