وأبو العباس أحمد الدّباغ، وأبو عبد الله علي العواني (?)، وأبو إسحاق إبراهيم الخطيب، واحتجّ العبيدلي بفعله - عليه الصّلاة والسّلام - / من أنّه كان يقبل الهديّة ولا يأخذ من الزكاة، وأجابه الآخرون (?) بأنّ الهدية في حقنا موقوفة على ثلاثة شروط: حلية المال، وطيب نفس صاحبه، وحصول ما يظنّ المعطي في المعطى، وللزّكاة شرط واحد وهو الفقر. قال (?) أبو بكر الضاعني: عمل عبد الواحد الحنظلي طعاما ونادى عليه أربعة: أبا عبد الله محمد الرماح، وأبا الحسن العبيدلي، وخليفة اللواتي، وعمر الحسيني، فقال خليفة وعمر: نحن صيام، فقال صاحب الطّعام: وأنا ما عملت إلاّ من أجلهما لكمال فقرهما، فقال العبيدلي: بكم تشتري فطرهما؟ فقال:

بثلاثة أقفزة قمحا، قفيزان للفقراء وقفيز لك. فأمرهما بأن يغسلا أيديهما ويأكلا، ففعلا، فأوصل من الفور بعد الأكل قفيزا لدار الشّيخ العبيدلي، وقفيزين للفقراء، ففرّقهما الشيخ، وهذا الذي فعل تبع فيه قول عيسى بن مسكين لصديقه وقد دخل عليه وهو يأكل طعاما وقال: إنّي صائم، قال: إدخالك السّرور على أخيك المسلم أفضل من صومك، ولم يأمره بقضائه، وقال عياض: وقضاؤه واجب وإنّما لم يذكره لوضوحه.

قال إبن ناجي وكان شيخنا أبو الفضل البرزلي لا يرتضيه ويحمله على نفيه كقول الشّافعي، وهذا لا يقدح في قولي (?)، كان متورّعا لأنّه لم يستعمله في نفسه.

واختلف الشّيخان الرّماح والعبيدلي هل يجوز التّخطّي حالة نزول الإمام من على المنبر في خطبة الجمعة أم لا؟ وكان الشيخ إبن عرفة يجري القولين فيها / من نقل إبن العربي قولي مالك في جواز الكلام حينئذ، وله اختلاف مع الفقهاء في مسائل غير هذه.

وللشيخ العبيدلي تأليف في الفقه أصل مستقل، وعقيدة في التّوحيد.

وتوفّي سنة ثمان وأربعين وسبعمائة (?) ودفن بباب تونس، وقبره مزار مشهور.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015